نفذت القوات المسلحة السودانية عملية عسكرية واسعة النطاق صباح السبت، تمكنت خلالها من استعادة السيطرة على منطقتي أم دم حاج أحمد وكازقيل في ولاية شمال كردفان، بعد معارك جديدة ضد قوات الدعم السريع، في تطور يعكس أهمية هذه المواقع الاستراتيجية في مسار الصراع الدائر.
مصادر عسكرية أوضحت لـ”دارفور24″ أن القوات المسلحة بدأت منذ يوم الجمعة عملية عسكرية كبيرة شاركت فيها الطائرات الحربية والطائرات المسيّرة، واستهدفت مواقع قوات الدعم السريع داخل المنطقتين. وأكدت المصادر أن العملية تواصلت حتى صباح السبت، حيث تقدمت القوات البرية وفرضت سيطرتها الكاملة على أم دم حاج أحمد وكازقيل، بعد مواجهات مباشرة مع عناصر الدعم السريع.
القوات المسلحة كانت قد انسحبت من أم دم حاج أحمد في السادس والعشرين من أكتوبر الماضي، فيما شهدت كازقيل معارك عنيفة في سبتمبر، اضطرت خلالها القوات إلى التراجع شمالاً تحت ضغط الهجمات المتواصلة من قوات الدعم السريع. هذه التطورات السابقة جعلت استعادة السيطرة على المنطقتين حدثاً بارزاً في سياق العمليات العسكرية الجارية.
تُعد منطقتا أم دم حاج أحمد وكازقيل من المواقع ذات الأهمية الاستراتيجية في شمال كردفان، نظراً لقربهما من طرق الإمداد العسكري التي تربط بين دارفور وكردفان. السيطرة عليهما تمنح القوات المسلحة موقعاً متقدماً في مواجهة الدعم السريع، وتعيد ترتيب خطوط الإمداد في المنطقة التي تشهد تنافساً عسكرياً متصاعداً.
المناطق الواقعة شمال وغرب مدينة الأبيض شهدت خلال الأسابيع الماضية تصاعداً ملحوظاً في وتيرة العمليات العسكرية بين الطرفين، ما انعكس بشكل مباشر على المدنيين. تقارير محلية أشارت إلى موجات نزوح واسعة، وانقطاع في الخدمات الأساسية، وتدهور متزايد في الوضع الإنساني، في ظل استمرار المواجهات المسلحة التي تضيف أعباءً إضافية على السكان في شمال كردفان.
