نفذ الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، يوم الجمعة 14 نوفمبر 2025، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع تمركز قوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، في تصعيد جديد للأعمال العسكرية بالمنطقة التي تشهد مواجهات مستمرة منذ أكثر من عام.
أكدت مصادر عسكرية أن الطيران الحربي شن غارات مركزة على مواقع في مدينة بابنوسة، وأسفرت العمليات عن تدمير أربعة مدافع من عيار 120 ملم بكامل أطقمها، كانت موجهة نحو مقر الفرقة 22 مشاة. وأوضحت المصادر أن هذه الضربات جاءت في إطار محاولات الجيش لتخفيف الضغط على قواته داخل المدينة، مشيرة إلى أن الساعات المقبلة قد تشهد اشتباكات مباشرة بين الجيش وقوات الدعم السريع في محيط الفرقة 22، حيث تتواصل التحركات العسكرية على الأرض بالتزامن مع الغارات الجوية.
في المقابل، أعلن الدعم السريع في بيان صدر الأربعاء 12 نوفمبر أنه بسط سيطرته الكاملة على ثلاثة محاور داخل بابنوسة، مؤكداً أنه يحكم الحصار على مقر الفرقة 22 مشاة. كما أشار البيان إلى إسقاط طائرة مسيّرة تابعة للجيش في سماء المدينة صباح اليوم نفسه، في خطوة وصفها بأنها تعكس قدرته على مواجهة العمليات الجوية. هذا الإعلان جاء ليؤكد استمرار الدعم السريع في تعزيز وجوده داخل بابنوسة، وسط تصاعد المواجهات مع القوات الحكومية.
تخضع مدينة بابنوسة لحصار من قوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، حيث تعتمد قوات الجيش داخل المدينة على الدعم عبر الإسقاط الجوي لتأمين الإمدادات. وخلال هذه الفترة، تصدت القوات الحكومية لعدة هجمات شنتها قوات الدعم السريع، ما جعل المدينة إحدى أبرز نقاط المواجهة في ولاية غرب كردفان. استمرار الحصار يعكس حجم التحديات التي تواجه الجيش في الحفاظ على وجوده داخل المدينة، في ظل محاولات الدعم السريع لتوسيع نطاق سيطرته.
يواصل سلاح الجو السوداني تنفيذ غارات جوية على مواقع انتشار قوات الدعم السريع في مناطق متعددة بولايات غرب وشمال كردفان، تشمل بارا وغرب الأبيض والخوي وأبو زبد والنهود إضافة إلى بابنوسة. هذه العمليات الجوية المستمرة تهدف إلى إضعاف قدرات الدعم السريع في تلك المناطق، حيث تتمركز قواته منذ أشهر، وتشكل هذه الغارات جزءاً من استراتيجية الجيش لمواجهة الضغوط العسكرية المتزايدة على قواته البرية في الإقليم.
