جنيف، 14 نوفمبر 2025 – اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، قراراً يقضي بتشكيل بعثة تقصي حقائق حول الانتهاكات والجرائم التي طالت المدنيين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.
وتقدمت كل من بريطانيا وألمانيا وإيرلندا وهولندا والنرويج بطلب رسمي لعقد جلسة خاصة حول الانتهاكات في عاصمة شمال دارفور.
وحظي الطلب بدعم أكثر من 50 دولة، من بينها ثلث أعضاء المجلس الحاليين ممن يملكون حق التصويت.
واعتمد أعضاء المجلس في الجلسة الطارئة التي عقدت اليوم مشروع القرار بالإجماع.
وسيطرت قوات الدعم السريع على الفاشر في 26 أكتوبر المنصرم، عقب معارك عنيفة مع الجيش وحلفائه من الحركات المسلحة استمرت لأكثر من عام.
وارتكبت القوات بعد سيطرتها على العاصمة التاريخية لإقليم دارفور، انتهاكات واسعة طالت آلاف المدنيين، شملت القتل والنهب والاعتقال والتهجير القسري، وهي جرائم لاقت رفضًا وتنديدًا محليًا وإقليميًا ودوليًا واسعًا.
وأعطى القرار بعثة تقصّي الحقائق الدولية المعنية بالسودان الحق بفتح تحقيق عاجل في الانتهاكات الأخيرة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي في الفاشر ومحيطها، مع التركيز على تحديد هوية المسؤولين عن الجرائم التي وثقتها تقارير متعددة.
وتضمن القرار دعوة مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية بشكل عاجل.
وادان القرار بشدة تصاعد العنف في الفاشر، بما في ذلك عمليات القتل ذات الدوافع عرقية والإعدامات الموجزة، إضافة إلى إدانة استخدام الاغتصاب كسلاح حرب على يد قوات الدعم السريع والقوات المتحالفة معها.
وأدان مشروع القرار الهجمات المتكررة على المدنيين والمرافق المدنية، وخاصة المستشفيات والعاملين في المجالين الصحي والإغاثي.
ودعا جميع أطراف النزاع إلى وقف فوري وكامل لإطلاق النار في الفاشر، وضمان وصول آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية، خصوصًا للمدنيين المحاصرين الذين يواجهون مؤشرات متصاعدة على حدوث مجاعة، مطالبةً بإنشاء آلية مستقلة لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.
وحث القرار على ضرورة اتخاذ إجراءات ضد الأفراد والشركات التي تؤجج الحرب وتتربح منها في ظل ما وصفته بـ”معركة بالوكالة على الموارد الطبيعية”.
وندد المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك بالعنف الذي تشهده مدينة الفاشر، ووصفه بأنه “وصمة عار” على المجتمع الدولي الذي فشل في وضع حد له.
وقال في تصريحات أدلى بها في جنيف قبيل جلسة مجلس حقوق الإنسان بشأن الوضع في المدينة:” تم تصوير بقع الدم التي تلطّخ الأرض في الفاشر من الفضاء” مضيفاً أن “وصمة العار في سجل المجتمع الدولي أقل وضوحاً للعيان، لكن تداعياتها ليست أقل”.
وتابع بقوله “حذّرنا مرارا من الحصار الخانق الذي دفع الناس لأكل علف الحيوانات وقشور الفول السوداني.
وأوضح أن مكتبه “حذّر من تفشي المجاعة في وقت تم تجويع المواطنين حتى الموت وحذّرنا من أن سقوط المدينة في أيدي قوات الدعم السريع سيؤدي إلى مذبحة”.
وأكد أن على” المجتمع الدولي واجب التحرك. لقد كان هناك الكثير من التظاهر والأداء، والقليل من العمل… يجب الوقوف في مواجهة هذه الفظاعات، هذا العرض السافر للقوة الغاشمة لإخضاع السكان بأكملهم والسيطرة عليهم”.
ودعا الدول للمساعدة في ضمان وصول المدنيين في الفاشر والمناطق المحيطة بها إلى المساعدات الإنسانية والحماية، وإلى القيام بجهود منسقة لمحاسبة جميع المسؤولين عن الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في هذا النزاع.
وأضاف أن فريقه يجمع أدلة على الانتهاكات يمكن استخدامها في إجراءات قانونية لافتاً إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أشارت إلى أنها تتابع الوضع من كثب.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
