في تطور ميداني يعكس تصاعد التوترات العسكرية في السودان، دفعت قوات الدعم السريع بتعزيزات ضخمة تضم مقاتلين أجانب عبر الحدود الليبية–السودانية باتجاه منطقة المثلث الحدودي، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اتساع رقعة النزاع وتنامي التدخلات الخارجية في المشهد العسكري.
تعزيزات حدودية
أفادت مصادر مطلعة بأن قوات الدعم السريع دفعت بحشود عسكرية كبيرة، تضم مقاتلين أجانب، عبر الحدود الليبية–السودانية باتجاه منطقة المثلث الحدودي. وأوضحت المصادر أن هذه القوة تشمل نحو 200 عربة قتالية، إلى جانب طائرات مسيّرة، في تحرك يُعد من أكبر عمليات الحشد العسكري التي تنفذها القوات خلال الفترة الأخيرة. ويأتي هذا التحرك في ظل تصاعد العمليات العسكرية في السودان، وسط تحذيرات من اتساع رقعة النزاع وتزايد التدخلات الإقليمية، ما يهدد بتعقيد المشهد الأمني في المناطق الحدودية الشمالية والغربية من البلاد.
هجوم مسيّر
في سياق متصل، أعلن الجيش السوداني يوم الخميس تصديه لهجوم شنته قوات الدعم السريع باستخدام طائرات مسيّرة، استهدف مواقع استراتيجية في ولاية الشمالية. وشمل الهجوم مطار مروي وسد مروي والفرقة 19 مشاة، حيث تمكنت وحدات الدفاع الجوي من التعامل مع التهديدات الجوية وإفشال محاولة الاستهداف. ويُعد هذا الهجوم تصعيداً جديداً في النزاع المستمر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويعكس تحوّلاً في طبيعة العمليات العسكرية التي باتت تشمل منشآت حيوية ذات طابع استراتيجي في شمال البلاد.
زيارة عسكرية
بالتزامن مع التصعيد الميداني، أعلنت الفرقة 19 مشاة بمحلية مروي في الولاية الشمالية أنها استقبلت يوم الأربعاء وفداً عسكرياً رفيعاً من القيادة العامة للجيش، برئاسة نائب رئيس هيئة الأركان إدارة الفريق الركن عبد الخير عبد الله ناصر. وأوضحت قيادة الفرقة أن الزيارة تأتي في إطار تطوير خطط تعزيز الاستراتيجية العسكرية للقوات المسلحة في شمال السودان، وتندرج ضمن جهود رفع الكفاءة الأمنية وتوسيع التنسيق بين الوحدات المختلفة. وشملت الزيارة تفقد مراكز التدريب ومواقع الانتشار، وكان في استقبال الوفد قائد الفرقة اللواء الركن طارق سعود أحمد سعود، إلى جانب رؤساء الشُعب وقادة الوحدات العسكرية.
أهداف الزيارة
أكدت القوات المسلحة السودانية أن الزيارة الرسمية تهدف إلى دعم التعاون المؤسسي وتعزيز الأداء العملياتي في الشمال الاستراتيجي، إلى جانب مراجعة خطط التدريب والتأهب. وأشارت الفرقة 19 مشاة إلى أن اللقاءات التي جرت خلال الزيارة ركزت على تحقيق التكامل بين الإدارات العسكرية المختلفة، بما يسهم في رفع الجاهزية القتالية وتعزيز قدرة القوات المسلحة على مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة. وتأتي هذه التحركات في وقت تتصاعد فيه التهديدات الأمنية، لا سيما مع استمرار التوترات على الحدود الشمالية.
تهديدات متكررة
تواصل قوات الدعم السريع إطلاق تهديدات بشن هجمات على شمال السودان، حيث سبق لها منتصف العام الجاري السيطرة على بلدة كرب التوم، الواقعة بين شمال السودان وشمال دارفور. وفي يونيو 2025، تمكنت القوات ذاتها من فرض سيطرتها على منطقة المثلث الحدودي بين مصر وليبيا، ما أثار قلقاً واسعاً بشأن استقرار المنطقة. وخلال الأسبوع الماضي، تعرضت قافلة عسكرية تابعة لقوات الدعم السريع لغارة جوية أسفرت عن تدمير واسع للمعدات العسكرية، في مؤشر على تصاعد حدة المواجهات بين الطرفين في مناطق التماس الحدودية.
