في سياق سياسي متوتر يعكس تعقيدات المشهد السوداني، نشر القيادي في تحالف “صمود” خالد عمر يوسف مقالاً تناول فيه موقفه من محاولات إحياء الحرب في البلاد، موجهاً انتقادات حادة للحركة الإسلامية وممارساتها التاريخية، ومحملاً إياها مسؤولية الانقسام والدمار الذي شهدته البلاد على مدى عقود.
استهل خالد عمر يوسف مقاله بالإشارة إلى أن كلما لاح أمل في إنهاء القتال الدائر في السودان، تسارع عناصر الحركة الإسلامية إلى التحريض على استمرار الحرب، واصفاً إياهم بـ”خفافيش الظلام” التي تخرج من مخابئها كلما اقترب السلام. وأشار إلى أن أحد قادة هذه الجماعة، من منفاه الاختياري، وصف الحرب بأنها “حرب وجود” يجب أن تستمر، داعياً إلى مقاطعة العالم واستلهام نماذج مثل كوبا وكوريا الشمالية. وانتقد يوسف هذا الطرح، مذكراً بأن السودان عاش تجربة عزلة مريرة امتدت لثلاثة عقود بسبب سياسات الحركة الإسلامية، والتي خلفت تدهوراً اقتصادياً واجتماعياً واسعاً، قبل أن تندلع الثورة التي أعادت البلاد إلى مسار النور، على حد وصفه. وأضاف أن هذه القوى لم تحتمل التحول الديمقراطي، فلجأت إلى الانقلاب ثم إلى الحرب لإطفاء شعلة التغيير.
تطرق الكاتب إلى ما وصفه بمحاولات الحركة الإسلامية استغلال الانتهاكات التي وقعت في مدينة الفاشر، وما تعرض له النازحون في معسكري زمزم وأبو شوك، مشيراً إلى أن هذه المعسكرات نشأت قبل أكثر من عشرين عاماً نتيجة لجرائم نظام الإنقاذ الذي أحرق القرى وأباد السكان وانتهك الحرمات. وانتقد بشدة ما اعتبره نفاقاً سياسياً من قبل هذه الجماعة، التي تذرف الدموع على ضحايا كانت هي نفسها مسؤولة عن مأساتهم، متهماً إياها بالسير في جنازات من قتلتهم مرتين، دون أن تظهر أي قدر من الرحمة أو التعاطف الحقيقي.
أشار خالد عمر يوسف إلى أن مطالبة الحركة الإسلامية بمحاكمة الجناة والعدالة في دارفور لا يمكن فصلها عن تاريخها الحافل بالانتهاكات، مؤكداً أن قادة هذه الجماعة مطلوبون أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب. وأضاف أن من يوفر لهم الحماية اليوم هم أنفسهم من يتاجرون بدماء الضحايا، معتبراً أن الحديث عن العدالة من قبل هذه الأطراف لا يعدو كونه نفاقاً سياسياً، لا يستند إلى أي أساس أخلاقي أو قانوني.
انتقد الكاتب دعوة الحركة الإسلامية لسودانيي المهجر لتبني روايتها حول الحرب، مشيراً إلى أن هؤلاء المهاجرين فروا من السودان هرباً من نظام الإنقاذ، وواجهوا مخاطر جسيمة في طريقهم إلى دول اللجوء. وأوضح أن العديد منهم عبر البحر الأبيض المتوسط مفضلين مواجهة الموت على البقاء تحت حكم من وصفهم بـ”الكيزان”، مؤكداً أن الدول الغربية منحتهم الحماية من ذات القوى التي تحاول اليوم استعادتهم لدعم رواية الحرب. واعتبر أن هذه الدعوة تمثل تناقضاً صارخاً في الخطاب السياسي للحركة الإسلامية.
اختتم خالد عمر يوسف مقاله بالتأكيد على أن من يصدق رواية الحركة الإسلامية حول الحرب إما أن يكون متواطئاً يسعى لتحقيق مكاسب من استمرار القتال، أو خائفاً من مواجهتهم، أو متجنباً التفكير النقدي. وأوضح أن هذه الفئة لا تمثل غالبية الشعب السوداني، الذي اختار طريق السلام ورفض الحرب وفتنتها. وأكد أن إرادة الشعب ستنتصر في نهاية المطاف على ما وصفه بـ”أباطيل الطغاة”، مشيراً إلى أن هذا النصر بات قريباً، وفق تعبيره.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
