مقطع ساخر لعبدالوهاب وردي يشعل الجدل في السودان وسط تفاعل سياسي واسع مع مقترح الهدنة
في ظل تصاعد النقاشات حول المبادرة الرباعية لوقف الحرب في السودان، أثار الموسيقار عبدالوهاب محمد عثمان، نجل الفنان الراحل محمد وردي، موجة جدل واسعة بعد نشره مقطعًا موسيقيًا ساخرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، عبّر فيه عن رفضه لمقترح الهدنة بطريقة أثارت انقسامًا حادًا في الرأي العام.
تصدّر مقطع الفيديو الذي نشره عبدالوهاب وردي قائمة الترند في السودان، بعد أن ظهر فيه يدندن على آلة العود مرددًا عبارة “هدنة بتاع فنيلتك”، في إشارة ساخرة إلى أحد القيادات السياسية الداعية إلى وقف القتال. وجاء هذا التفاعل الشعبي في أعقاب طرح الآلية الرباعية، المكونة من الولايات المتحدة ومصر والسعودية والإمارات، لمقترح هدنة إنسانية تمهيدًا لوقف الحرب. وتباينت ردود الفعل على المقطع بين من اعتبره تعبيرًا فنيًا ساخرًا يحمل موقفًا سياسيًا، ومن رأى فيه تجاوزًا غير مقبول في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة.
عبّر عبدالوهاب وردي بشكل مباشر عن رفضه لمقترح الهدنة من خلال المقطع الموسيقي الذي نشره على حسابه في فيسبوك، والذي تضمن عبارة واحدة متكررة على أنغام العود. وانتشر الفيديو على نطاق واسع، وأثار موجة من التعليقات المتباينة بين مؤيدين اعتبروا المقطع رسالة سياسية ساخرة، ومعارضين رأوا فيه تحريضًا على استمرار القتال. ورغم الانتقادات المتصاعدة، واصل عبدالوهاب إعلان دعمه للجيش السوداني، مؤكدًا موقفه الرافض للهدنة دون أن يتراجع أمام الحملات التي طالته على المنصات الرقمية.
واجه عبدالوهاب وردي موجة من السخرية والتنمر على خلفية المقطع الذي لم يتجاوز ثلاث كلمات، اعتبرها كثيرون دعوة ضمنية لاستمرار الحرب. وانتقد مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مضمون الفيديو، مشيرين إلى أن الفنان لم يرث من والده سوى الاسم، بينما تخلى عن الرسالة الفنية التي ارتبطت بتاريخ محمد وردي. واعتبر البعض أن عبدالوهاب بدأ مشواره الفني بما وصفوه بـ”نهاية الفن”، في تناقض صارخ مع الإرث الموسيقي الذي تركه والده، الذي ارتبط اسمه بأغاني الثورة والسلام والحرية.
أعاد المقطع إلى الأذهان المقارنة بين الأب والابن، حيث غنّى محمد وردي “اليوم نرفع راية استقلالنا”، بينما اختار نجله أن يفتتح مشواره الفني المحدود بعبارة “هدنة بتاع فنيلتك”. وتنوعت ردود الفعل بين النقد اللاذع والسخرية الحادة، حيث كتب أحدهم: “من المغصة ما قتل.. هدنة بتاع فنيلتك”، بينما علّق آخر ساخرًا: “لو أبوك كان حي كان غنى فيك ملحمة وسماها مأساة البنوّة”. واعتبر كثيرون أن السودان يعيش مفارقة مؤلمة، حيث يبدو الماضي أكثر إشراقًا من الحاضر، في ظل التراجع الفني والسياسي الذي تعكسه مثل هذه المواقف.
رأى عدد من المعلقين أن الفيديو يعكس حالة من الانحدار الثقافي والفني، مشيرين إلى أن الأب غنّى للثورة والسلام والحياة، بينما الابن يتأرجح بين الحرب والعدمية. واستُحضرت كلمات محمد وردي التي ألهمت أجيالًا كاملة، في مقابل عبارة مقتضبة من نجله أثارت الجدل. وفي لقاء تلفزيوني سابق، أقر عبدالوهاب بأنه لم يلقَ تفاعلًا جماهيريًا سوى النقد، وكشف أن والده نفسه تساءل علنًا: “من الذي أجاز صوت عبدالوهاب؟”، بل حذّره من الغناء خشية أن يُقابل بالطوب إذا صعد إلى المسرح.
زاد من حدة الانتقادات أن المقطع احتوى على دعوة مباشرة إلى استمرار القتال، ولم يكن الأمر مجرد تفسير من الجمهور، بل بدا الصوت واضحًا في تشجيع الحرب. وأثارت هذه الدعوة صدمة أكبر لكون صاحبها فنانًا بالاسم، خرج بخطاب يتناقض تمامًا مع ما مثّله والده من قيم فنية ووطنية. وبينما غنّى محمد وردي للوطن والسلام، ظهرت في الفيديو دعوة صريحة إلى استمرار الصراع، ما دفع كثيرين إلى التعبير عن استيائهم من هذا التناقض الحاد في الرسائل الفنية.
اعتبر المنتقدون أن الخلاف بين الأب والابن لا يقتصر على الذائقة الفنية، بل يعكس صدامًا عميقًا في القيم والمواقف. فالأب غنّى للسلم، وكانت كلماته سلاحًا في وجه الألم، بينما تبنّى الابن خطابًا يدعو إلى الحرب. وتحول نجل فنان أفريقيا الأول إلى مادة تتداولها الصفحات بمرارة وسخرية، في وقت يبقى فيه إرث والده محفورًا في وجدان الشعب، بأغانيه الخالدة التي ما زالت تبعث الأمل وسط الخراب.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
