في ظل تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية المطالبة بوقف الحرب في السودان، وجّه رئيس التحالف السوداني حافظ إبراهيم عبدالنبي انتقادًا حادًا لسلطة بورتسودان بقيادة عبد الفتاح البرهان، متهمًا إياها بالتمسك بالخيار العسكري ورفض مقترحات الهدنة، وسط مخاوف من إعادة تموضع جماعة الإخوان المسلمين في المشهد السياسي.
رفض الهدنة
أشار حافظ إبراهيم عبدالنبي، القيادي في تحالف السودان التأسيسي، إلى أن السلطة القائمة في بورتسودان بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان تواصل رفضها لمبادرات الهدنة المطروحة، رغم تنامي الدعوات الدولية والإقليمية لوقف القتال وفتح مسار للحل السلمي. واعتبر أن تبرير هذا الموقف بما يُسمى “حرب الكرامة” لا يعكس حقيقة الدوافع، التي ترتبط، وفقًا لرؤيته، بمخاوف البرهان من عودة جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد السياسي، مستغلين أي فراغ أمني أو سياسي قد تتيحه الهدنة أو المفاوضات. وأكد أن هذا الرفض يعكس توجسًا من إعادة تموضع قوى الإسلام السياسي في مفاصل الدولة، وهو ما يعرقل فرص التهدئة ويطيل أمد الأزمة.
علاقة معقدة
استعرض عبدالنبي تطور العلاقة بين الجيش السوداني وجماعة الإخوان المسلمين منذ سقوط نظام عمر البشير، مشيرًا إلى أنها ظلت علاقة متأرجحة بين التحالف والتوجس، حتى بلغ الأمر ذروته بانقلاب 25 أكتوبر على الحكومة الانتقالية. ومع اندلاع الحرب في 15 أبريل، تصاعدت المخاوف داخل المؤسسة العسكرية من محاولات الإخوان إعادة تموضعهم في الدولة، ما دفعها إلى التعامل بحذر مع أي مبادرة سياسية قد تفتح المجال أمام قوى الثورة والتغيير للعودة إلى مسار التحول المدني الديمقراطي. وأوضح أن هذا النهج، رغم تبريره باعتبارات أمنية، يساهم في تعميق الأزمة الإنسانية والسياسية، ويضعف الموقف السوداني أمام المجتمع الدولي الذي يطالب بفتح الممرات الإنسانية وإنهاء معاناة المدنيين.
أزمة متفاقمة
أكد عبدالنبي أن استمرار الحرب دون أفق واضح يُنذر بمزيد من التفكك في بنية الدولة، ويهدد وحدة السودان ومستقبله السياسي. وشدد على أن تجاوز المأزق الراهن يتطلب من جميع الأطراف، وعلى رأسها سلطة بورتسودان، إدراك أن الحل العسكري لن يحقق الاستقرار المنشود. ودعا إلى إعادة بناء الثقة السياسية وفتح مسار حوار وطني شامل يستبعد القوى المتطرفة ورموز الفساد، دون إقصاء للقوى الوطنية التي تؤمن بالدولة المدنية والتداول السلمي للسلطة. واعتبر أن مواجهة خطر الإخوان المسلمين أو غيرهم من القوى الظلامية لا يكون بالانغلاق ورفض الهدن، بل عبر مشروع وطني جامع يعيد تأسيس الدولة على أسس مهنية ووطنية.
مفترق طرق
اختتم عبدالنبي مقاله بالتأكيد على أن السودان يقف اليوم على مفترق طرق حاسم، فإما أن تتبنى قياداته رؤية جديدة تنهي الحرب وتفتح باب السلام الدائم، أو يظل الوطن رهينة لصراعات الماضي وحسابات الخوف من الآخر. وأشار إلى أن تجاوز هذه المرحلة يتطلب شجاعة سياسية ومسؤولية وطنية، بعيدًا عن الحسابات الضيقة التي تعرقل فرص التغيير، وتُبقي البلاد في دائرة النزاع والانقسام.
