في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الأمنية في مناطق غرب السودان، سجلت وكالات الإغاثة الدولية موجات نزوح جديدة نحو مدينة الأبيض، فيما حذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية متفاقمة في الفاشر والمناطق المحيطة بها.
نزوح إلى الأبيض
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن عشرات الأسر النازحة وصلت خلال الأسبوعين الماضيين إلى مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان، بعد فرارها من هجمات وقعت قرب مدينة النهود. وأوضح المكتب أن العديد من النازحين وصلوا في حالة إنهاك شديد وجوع بعد أيام من السير على الأقدام، حيث يقيم نحو 250 شخصًا حاليًا في أربعة ملاجئ مؤقتة داخل المدينة. وأشار التقرير إلى أن الخدمات الأساسية المتوفرة في هذه الملاجئ محدودة للغاية، ما يفاقم من الأزمة الإنسانية في المنطقة، ويزيد من صعوبة الاستجابة للاحتياجات المتزايدة للنازحين، خاصة في ظل نقص الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
أزمة الفاشر
لا يزال الوضع الإنساني في مدينة الفاشر والمناطق المجاورة لها يشهد تدهورًا خطيرًا، مع استمرار موجات النزوح الجماعي تحت ظروف قاسية. وأفاد آدم رجال، الناطق الرسمي باسم المنسقية العامة للنازحين واللاجئين بدارفور، أن آلاف المدنيين يفرون من الفاشر باتجاه مناطق طويلة ومعسكر كساب وكورما، عبر طرق وعرة وغير آمنة. وأشار إلى أن النازحين يتعرضون خلال رحلتهم لأعمال قتل خارج نطاق القانون، ونهب، وترهيب، وتحرش، وعنف قائم على النوع، ما يضاعف من معاناتهم. وأضاف أن الوافدين يصلون في أوضاع صحية وإنسانية متدهورة، ويحتاجون إلى تدخل عاجل يشمل الغذاء والمياه ومواد الإيواء والصرف الصحي والدعم النفسي، خاصة الأطفال غير المصحوبين بذويهم، الذين يواجهون مخاطر متزايدة في ظل غياب الحماية.
تحذير دولي
أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تحذيرًا من تفاقم الوضع الإنساني لآلاف الأسر النازحة من مدينة الفاشر إلى منطقة طويلة، مشيرًا إلى أن هذه الفئات تعيش في ظروف قاسية دون توفر الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء والمياه النظيفة والمأوى والرعاية الطبية. وأعرب المكتب عن قلق بالغ إزاء محنة الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة، داعيًا جميع الأطراف إلى الامتناع عن ممارسة العنف، خاصة الهجمات التي تستهدف المدنيين على طول طرق النزوح. وشدد على ضرورة ضمان المرور الآمن للنازحين، وعدم استهدافهم تحت أي ظرف، مؤكدًا أن حماية المدنيين يجب أن تبقى أولوية قصوى في جميع مراحل النزاع.
