في تطور جديد يعكس تعقيدات المشهد الحدودي بين السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، أفاد سكان محليون من مدينة أم دافوق الحدودية بأن قوات فاغنر الروسية نفذت حملة تفتيش واعتقالات استهدفت رعاة سودانيين داخل الأراضي المركزية، وذلك بالتزامن مع جهود أهلية ودولية لاحتواء التوترات المجتمعية في المنطقة.
اعتقالات حدودية
أفاد سكان محليون في مدينة أم دافوق، الواقعة على الحدود بين السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، بأن قوات فاغنر الروسية نفذت حملة تفتيش واعتقالات جديدة استهدفت الرعاة السودانيين في الشريط الحدودي داخل الأراضي المركزية. وأوضح أحد السكان، الطاهر إبراهيم، في تصريح لموقع “دارفور24″، أن الحملة جرت يوم الثلاثاء الماضي، وشملت اعتقال عشرات الشباب السودانيين، قبل أن يتم إطلاق سراحهم لاحقًا عقب تدخل الإدارات الأهلية واللجنة المشتركة بين الجانبين. وتأتي هذه الحملة في سياق تصاعد التوترات الأمنية في المناطق الحدودية، وسط مخاوف من تأثيرها على العلاقات المجتمعية بين القبائل المتجاورة.
مؤتمر صلح
شهدت مدينة أم دافوق بجمهورية أفريقيا الوسطى، يوم الخميس الماضي، فعاليات مؤتمر صلح أهلي جمع بين قبيلة التعايشة السودانية وقبائل الجوار في أفريقيا الوسطى، بهدف إنهاء أعمال العنف الأهلي التي اندلعت مؤخرًا في المنطقة الحدودية. وجاء المؤتمر في إطار جهود محلية ودولية لاحتواء النزاعات المجتمعية، وتعزيز التعايش السلمي بين المكونات القبلية في المنطقة. وشارك في المؤتمر عدد من القيادات الأهلية من الطرفين، وسط دعم من الجهات الرسمية، في محاولة لتثبيت الاستقرار ومنع تكرار الاشتباكات التي شهدتها المنطقة في الأسابيع الماضية.
شروط جديدة
انعقد مؤتمر الصلح تحت إشراف بعثة السلام الأممية في جمهورية أفريقيا الوسطى، وأسفر عن اتفاقات ملزمة للرعاة السودانيين عند دخولهم الأراضي المركزية. وتضمنت هذه الشروط منع حمل السلاح، وعدم ارتداء العمامة المعروفة محليًا باسم “الكدمول”، بالإضافة إلى حظر تربية شعر الرأس ومنع استخدام الدراجات النارية. وتهدف هذه الإجراءات إلى تقليص مظاهر التوتر والاحتكاك بين الرعاة والمجتمعات المحلية، وتعزيز فرص التهدئة في المناطق الحدودية التي تشهد اضطرابات متكررة. ويُنتظر أن تسهم هذه التفاهمات في تخفيف حدة التوتر، رغم استمرار التحديات الأمنية التي تفرضها التحركات العسكرية في المنطقة.
