هجوم بطائرة مسيّرة يستهدف مستشفى كرنوي ويخلّف ضحايا بين المدنيين في شمال دارفور
في تصعيد جديد للعنف الجوي في إقليم دارفور، أفادت ثلاثة مصادر متطابقة من بلدة كرنوي، الواقعة على بُعد نحو 200 كيلومتر شمال غرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، بمقتل ما لا يقل عن سبعة مدنيين وإصابة أكثر من ستة آخرين، بينهم أطفال، جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة استهدفت المستشفى الريفي في البلدة صباح الإثنين، ما أثار حالة من الذعر بين السكان المحليين.
استهداف المستشفى
قال مصدر طبي لموقع “دارفور24” إن الطائرة المسيّرة، التي يزعم أنها تابعة لقوات الدعم السريع، شنّت غارة جوية مباشرة على قسم النساء والأطفال داخل المستشفى الريفي في كرنوي، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص، بينهم أطفال، وإصابة ستة آخرين، بعضهم في حالة حرجة، بينما وُصفت حالة المصابين الآخرين بالمستقرة. وأوضح المصدر أن بُعد البلدة عن أقرب مركز طبي يشكل تهديداً مباشراً لحياة المصابين، في ظل غياب سيارة إسعاف وصعوبة الوصول إلى مستشفيات أمبرو والطينة، اللتين تُعدان الأقرب نسبياً إلى موقع الحادث.
قصف متكرر
في سياق متصل، أفاد مصدر محلي من البلدة، فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أن الطائرة المسيّرة أطلقت أكثر من ست قذائف خلال الهجوم، استهدفت المستشفى الريفي وعدداً من المنازل الواقعة في أطراف كرنوي، ما أدى إلى اندلاع حريق واسع النطاق وحالة من الهلع بين السكان. وأكد المصدر أن القصف تسبب في أضرار مادية كبيرة، إلى جانب الخسائر البشرية، وسط غياب أي تدخل فوري من الجهات الطبية أو الإنسانية.
رد عسكري
بحسب شهود عيان ومصادر محلية تحدثوا لـ”دارفور24″، فقد أطلقت قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة المتمركزة في البلدة وابلاً من الرصاص في محاولة لإسقاط الطائرة المسيّرة، التي حلّقت لأكثر من ساعة فوق كرنوي. وأشار الشهود إلى أن الطائرة واصلت التحليق رغم إطلاق النار الكثيف، ما زاد من حالة التوتر والخوف بين السكان، الذين باتوا يعيشون تحت تهديد دائم من الهجمات الجوية المتكررة.
هجمات متكررة
تشهد مدن وبلدات إقليم دارفور منذ عدة أشهر سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة، تُنسب إلى طرفي النزاع المستمر في السودان منذ عام 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وقد أسفرت هذه الهجمات في مناسبات سابقة عن خسائر بشرية ومادية واسعة، طالت المدنيين والعسكريين على حد سواء، وسط غياب آليات فعالة لرصد الطائرات أو منع تكرار هذه العمليات التي باتت تشكل تهديداً مباشراً للأمن الإنساني في الإقليم.
		  	
	
