الولاية الشمالية تستنفر قدراتها لإيواء نازحي الفاشر وسط دعم قطري وإجراءات صحية موسعة
في ظل تصاعد موجات النزوح من مناطق النزاع في دارفور وكردفان، أعلنت اللجنة العليا للطوارئ بالولاية الشمالية عن تجهيز 185 مركزاً لإيواء الفارين من الحرب، في وقت وصلت فيه مساعدات إنسانية عاجلة من دولة قطر إلى مدينة الدبة، بهدف تخفيف معاناة آلاف النازحين القادمين من مدينة الفاشر والمناطق المجاورة.
مراكز الإيواء
أكدت منال مكاوي إبراهيم، نائبة رئيس اللجنة العليا للطوارئ بالولاية الشمالية، أن مراكز الإيواء التي تم تجهيزها توزعت على محليات الدبة ومروى ودنقلا وحلفا، إلى جانب استضافة مجتمعية للأسر والعابرين. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة طوارئ متكاملة تهدف إلى استيعاب التدفقات البشرية المتزايدة من مناطق النزاع، وتوفير الحد الأدنى من مقومات الحياة للنازحين الذين وصلوا إلى الولاية الشمالية خلال الأسابيع الأخيرة.
مبادرات مجتمعية
بالتزامن مع التحركات الرسمية، أطلق أهالي منطقة كيمتو بوحدة دلقو الإدارية بمحلية دلقو مبادرة مجتمعية لدعم وإغاثة نازحي مدينة الفاشر، شملت توفير المواد الغذائية والمستلزمات الضرورية. ووجه القائمون على المبادرة نداءً إلى المناطق المجاورة لتوسيع نطاق الحملة، في محاولة لتغطية الاحتياجات المتزايدة للنازحين الذين وصلوا إلى المنطقة في ظروف إنسانية صعبة، وسط نقص حاد في الموارد والخدمات الأساسية.
ترتيبات إنسانية
أوضح الدكتور وائل محمد شريف، مفوض مفوضية العون الإنساني بالولاية الشمالية، أن الترتيبات الخاصة باستقبال النازحين من الفاشر وطويلة والمزروب وغيرها من مناطق النزاع تسير بشكل جيد على كافة المحاور. وأشار إلى أن المفوضية، بالتنسيق مع شركائها من المنظمات الإنسانية، وعلى رأسها مؤسسة قطر الخيرية، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، برنامج الغذاء العالمي، وجمعية الهلال الأحمر السوداني، أكملت تجهيز مراكز الإيواء والمعسكرات الجديدة، بما في ذلك معسكر العفاض الذي تم تزويده بأكثر من ألف خيمة، ووجبات غذائية، ومياه شرب نقية.
دعم قطري
في بيان رسمي، أعلنت وزارة الخارجية القطرية أن المساعدات الإنسانية العاجلة التي أُرسلت إلى مدينة الدبة تشمل نحو ثلاثة آلاف سلة غذائية، و1650 خيمة إيواء، ومستلزمات أخرى مقدمة من صندوق قطر للتنمية وقطر الخيرية، لدعم النازحين من مدينة الفاشر والمناطق المجاورة. وأوضحت الوزارة أن هذه المساعدات من المتوقع أن يستفيد منها أكثر من خمسين ألف شخص، إلى جانب إنشاء مخيم خاص بالمساعدات القطرية تحت اسم “قطر الخير”. وأكد البيان أن هذه الخطوة تأتي في إطار التزام دولة قطر الثابت بدعم الشعب السوداني، في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يعيشها المدنيون نتيجة نقص الغذاء واحتياجات الإيواء المتزايدة.
خدمات صحية
أكدت وزارة الصحة بالولاية الشمالية أهمية تنسيق الجهود بين كافة شركاء القطاع الصحي لتقديم الخدمات الطبية والعلاجية اللازمة للنازحين القادمين من مدينة الفاشر إلى مدينة الدبة. وقالت اعتماد الفاضل، مديرة إدارة الطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة، إن الوزارة ناقشت سبل تقديم الرعاية الصحية للمرضى القادمين من ولايات دارفور، مشددة على ضرورة التنسيق الكامل بين الجهات المعنية لتحقيق الأهداف المرجوة في مجال الاستجابة الصحية.
تدخلات ميدانية
دشّن مدير الطوارئ والأزمات بمحلية الدبة، الحسن إبراهيم حامد، العيادة الطبية الجوالة في مخيم العفاض، وأعلن عن تسليم موقع لعيادة ثابتة بحوش أزهري المبارك، إلى جانب العيادة الجوالة التي تقدم خدمات الإسعافات الأولية للنازحين القادمين من الفاشر. وأوضحت الطبيبة إخلاص عبد الله أن العيادة تضم طبيباً ومعملاً وصيدلية وقابلة وغرفة غيار، وتعمل تحت مظلة التأمين الصحي. وأكدت أن غرفة الغيار مجهزة بكادر طبي مؤهل وتعمل على مدار الساعة لتلبية احتياجات الحالات الطارئة.
		  	
	
