الجيش والدعم السريع يوافقان مبدئيًا على هدنة إنسانية برعاية رباعية دولية
في تحول دبلوماسي لافت ضمن جهود احتواء النزاع السوداني، أعلن كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، مسعد بولص، أن القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد أبدتا موافقة مبدئية على مقترح هدنة إنسانية قدمته الآلية الرباعية الدولية، ويجري حاليًا العمل على استكمال الجوانب الفنية واللوجستية تمهيدًا لتطبيق وقف إطلاق نار يمتد لثلاثة أشهر، مع طرح مقترح إضافي لتمديده إلى تسعة أشهر.
موافقة أولية
أوضح بولص أن ممثلين عن الطرفين يشاركون في مفاوضات جارية بالعاصمة الأميركية، تهدف إلى التوصل إلى اتفاق شامل لوقف القتال. وأكد أن الطرفين أبديا استعدادًا مبدئيًا للانخراط في المبادرة الأميركية المدعومة من المجموعة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتتركز المحادثات الحالية حول التفاصيل الفنية لتطبيق الهدنة، بما في ذلك آليات التنفيذ وضمانات الالتزام، وسط جهود دبلوماسية مكثفة لتثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية.
دعم متوازن
ردًا على تساؤلات بشأن دور الإمارات في الآلية الرباعية، في ظل الاتهامات المتداولة حول دعمها لقوات الدعم السريع، أشار بولص إلى أن دولًا متعددة قدمت دعمًا لكلا الطرفين، لافتًا إلى تقارير تفيد بتلقي الجيش السوداني مساعدات من إيران. ودعا إلى تجاوز التجاذبات السياسية والتركيز على أولوية وقف القتال، مؤكدًا أن الهدف الأساسي في هذه المرحلة هو تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة. وشدد على أن التحديات الأمنية والإنسانية في السودان تتطلب تنسيقًا دوليًا واسعًا، يضع الاستقرار والسلام في مقدمة الأولويات.
تهديدات إقليمية
حذّر بولص من أن استمرار النزاع في السودان يشكل خطرًا متزايدًا على الأمن الإقليمي، بما في ذلك حركة الملاحة في البحر الأحمر، التي قد تتأثر سلبًا في حال تصاعد العمليات العسكرية. وأكد أن الولايات المتحدة تنظر إلى الأزمة السودانية باعتبارها قضية أمن دولي، وأن الجهود الحالية تهدف إلى منع تفاقم الوضع وتحقيق انفراجة إنسانية عاجلة. وأشار إلى أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي وقف الحرب، وتوفير المساعدات للمتضررين، وإعادة فتح المسارات الإنسانية في المناطق المتأثرة بالنزاع.
تقدم تدريجي
تتواصل المحادثات بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في واشنطن، دون الإعلان عن اتفاق نهائي حتى الآن. وأكد بولص أن المفاوضات تسير في اتجاه إيجابي، وأن هناك توافقًا مبدئيًا على ضرورة وقف القتال، رغم استمرار النقاشات حول التفاصيل التنفيذية. ويُنظر إلى هذا التفاهم الأولي كخطوة تمهيدية نحو تهدئة النزاع الذي تسبب في أزمة إنسانية واسعة، ونزوح ملايين المدنيين، وسط دعوات دولية متزايدة لتثبيت وقف إطلاق النار وإطلاق عملية سياسية شاملة.
		  	
	
