 
                  
في ظل تصاعد الانتهاكات ضد الصحفيين في مدينة الفاشر، أطلقت لجنة حماية الصحفيين تحذيرًا دوليًا شديد اللهجة، مؤكدة أن ما يجري في شمال دارفور يشكل اعتداءً مباشرًا على حرية الصحافة وكرامة الإنسان، وسط حملة غير مسبوقة من القمع والإفلات من العقاب بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة.
أعلنت لجنة حماية الصحفيين أن 11 صحفيًا فقدت آثارهم في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها قبل أيام، معربة عن قلقها البالغ إزاء ما وصفته بحملة عنف غير مسبوقة تستهدف الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام، إلى جانب المدنيين. وأكدت اللجنة أنها تمكنت حتى يوم الخميس من التحقق من مكان وجود ثلاثة من الصحفيين المفقودين الذين تمكنوا من الفرار من المدينة، بينما لا يزال الآخرون معزولين تمامًا عن العالم الخارجي. هذه التطورات تأتي في سياق تصاعد الانتهاكات الميدانية التي وثقتها اللجنة سابقًا، وتشمل عمليات قتل واعتقالات وعنف جنسي في الفاشر ومناطق أخرى من السودان.
في بيانها، شددت لجنة حماية الصحفيين على أن اختطاف الصحفيين، والقتل العلني للمدنيين، وفرض حظر إعلامي شامل، تمثل جميعها اعتداءات صارخة على حرية الصحافة وحقوق الإنسان. وحذرت اللجنة من أن العالم لم يعد قادرًا على الانتظار لاتخاذ إجراءات حاسمة للدفاع عن حق الجمهور في المعرفة وسلامة الصحفيين، مشيرة إلى أن هذه الممارسات تهدد بتقويض المساءلة وتعزيز الإفلات من العقاب. المديرة الإقليمية للجنة، سارة القضاة، وصفت تصريحات قوات الدعم السريع التي تزعم استهداف “الإرهابيين فقط” بأنها تكرار لسيناريو مألوف من الإنكار وتحويل اللوم، يعقبه قمع ممنهج للصحفيين الذين يسعون إلى توثيق الحقيقة، ما يؤدي إلى خنق التغطية الصحفية المستقلة.
في سياق متصل، نددت هيئات صحفية محلية ودولية باعتقال الصحفي السوداني المستقل معمر إبراهيم من قبل قوات الدعم السريع يوم الأحد الماضي، وسط تزايد القلق بشأن مصيره وسلامته. وأظهر مقطع فيديو إبراهيم محاطًا بمقاتلي الدعم السريع، وهو يقدّم نفسه ويؤكد أنه اعتُقل أثناء مغادرته المدينة التي كانت تخضع لحصار خانق وقصف عنيف منذ مايو 2024. وأشار إبراهيم إلى أنه عمل صحفيًا متعاونًا مع قناة الجزيرة مباشر خلال الفترة الماضية، ما يسلط الضوء على استهداف الصحفيين العاملين في الميدان، ويعزز المخاوف من تصاعد القمع الإعلامي في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع.
أشارت لجنة حماية الصحفيين إلى تقارير تفيد بفرض حجب كامل للاتصالات على أجزاء واسعة من شمال دارفور، ما يعيق الوصول إلى المعلومات ويمنع التحقق من الوقائع، ويزيد من عزلة الصحفيين والمجتمعات المتضررة. واعتبرت اللجنة أن هذا الحجب يمثل هجومًا مباشرًا على المعلومات، لا يقل قسوة عن الهجوم على حياة البشر. ودعت اللجنة المجتمع الدولي إلى المطالبة بالإفراج الفوري عن جميع الصحفيين المحتجزين أو المختطفين، ووقف الهجمات على الصحافة، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، واستعادة شبكات الاتصالات لتمكين تدفق المعلومات في المناطق المنكوبة.
في ختام بيانها، حثت لجنة حماية الصحفيين المجتمع الدولي على فرض عقوبات محددة وتدابير للمساءلة على قادة قوات الدعم السريع وغيرهم من المسؤولين عن جرائم الحرب والانتهاكات ضد الصحفيين، لضمان إجراء تحقيقات شاملة في الجرائم المرتكبة في شمال دارفور. وأشارت اللجنة إلى أن قوات الدعم السريع قتلت ما لا يقل عن 14 صحفيًا منذ اندلاع الحرب مع القوات المسلحة السودانية في 15 أبريل 2023، كما اعتقلت واغتصبت وأخفت قسريًا العشرات، وفقًا لبحث أعدّته اللجنة. هذه الأرقام تعكس حجم الخطر الذي يواجه الصحفيين في السودان، وتؤكد الحاجة إلى تحرك دولي عاجل لحماية حرية الصحافة وضمان العدالة للضحايا.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
		  	
	

 
         
         
        