 
                  
في الوقت الذي تمر فيه الفاشر ويخرج أهلها مشردين إلى المجهول جياعاً حفاةً بحثاً عن الأمن وما يسد رمقهم بعد سنوات من الحصار قامت وزارة الخارجية بإستدعاء مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي بالسودان (لوران بوكيرا) لتبلغه اعتباره أنه شخص غير مرغوب فيه هو ومديرة قسم العمليات السيدة (سمانتا كاتراج ) وعليهما مغادرة البلاد خلال يومين دون توضيح أسباب ذلك القرار (العنتري) الذي جاء في أيام مفصلية ولكن ربما خجلاً من أسباب القرار الذي يفضح محاولات إيثار حكومة بورتكوز نفسها في (تكويش) كافة المساعدات القادمة من الخارج وتوزيعها حسب رغبتها علي من ترغب بينما ترى المنظمة العالمية أن المساعدات لا تصل لمستحقيها عندما تصل ل (تماسيح) بورتكوز.
ورغم ان الحكومة الإنقلابية لم تفصح (للمغيبين) الذين لا علاقة لهم بتصرفاتها و(عمايلها) ولا يحق لهم معرفة ما يدور في كواليسها وما عليهم إلا أن يقولوا (سمعاً وطاعةً ) لكافة قراراتها إلا أننا وفي إطار مهمتنا سنشرح تداعيات وأسباب ذلك القرار في هذا التوقيت بعد سقوط الفاشر مباشرة فالمنظمة العالمية كانت تحاول منذ فترة طويلة إدخال خمسون عربة محملة بالمواد الإغاثة لإنقاذ الجائعين المحاصرين بالفاشر إلا أن الحكومة المفترضة في بورتسودان كانت ترفض ذلك بدعاوي مختلفة رغم موافقة الدعم السريع الذي كان يحاصر المدينة وظلت تطالب بتسليمها تلك الإغاثة إلا أن إدارة المنظمة رفضت وأصرت على توزيعها داخل الفاشر وبعد سقوط المدينة (مباشرة) تحركت تلك العربات من معبر (أدري) في طريقها للمدينة تحت حماية الدعم السريع الأمر الذي إعتبرته حكومة بورتسودان (مؤامرة) مسبقة التخطيط ووجدها الكيزان المسيطرين على وزارة الخارجية فرصة لصب المزيد من البنزين علي نيران العلاقة المتوترة اصلا مع المجتمع الدولي وسارعوا بطرد مدير المنظمة ومديرة العمليات التي أشرفت وأعطت الأذن بدخول الشاحنات.
والبرهان الذي لا يعرف إلى أين تتجه البوصلة والذي تم إرضاءه بكلمات لا معني لها في نهاية القرار بانهم حريصون على التعاون مع كافة المنظمات الدولية وفقاً للنظم والقوانين الدولية قد يكون (لا يتذكر) تفاهماته مع الولايات المتحدة بالسماح بوصول مواد الإغاثة للمحتاجين وتسهيل عمل الموظفين العاملين فيها وعدم المساس بهم تحت أي نوع من الذرائع بان ذلك القرار قد فتح المجال لحكومة تأسيس بمد جسور التعاون مع المجتمع الدولي حيث سارعت بإصدار بيان ترحيب بعمل كافة المنظمات الإنسانية في كافة أنحاء دارفور بدون قيد او شرط مع التعهد بحمايتها
القرار الذي حاولت الحكومة الكيزانية الضغط على المنظمة العالمية حتى لا تقدم الدعم للمواطنين الواقعين في المناطق التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع لن يحقق ذلك الغرض باي حال خاصة في هذه الظروف، بل سيعطي الدعم السريع مساحة من التنفس وسط سيل الإدانات العالمية لما يرتكبه داخل المدينة، ولكنه سيضع مزيدا من الضغط عليها لتحقيق غرض المنظمة في وصول هذا الدعم لمستحقيه من سكان المدينة ويضعها في إختبار عملي أمام المجتمع الدولي ويكشف دعاويها حول حمايتها ومساعدتها المدنيين .. ولا نعتقد بأنها ستنجح في هذه الظروف فتفلت قواتها يقول بان سكان هذه المدينة قد أوقعتهم الأقدار بين فكي (تمساحين) فإن نجو من الإفلات من تماسيح (بورتسودان) فلن ينجو من تماسيح (تأسيس)
ولا مناص سوى أن تظل الثورة مستمرة ..
وفتح المحاسبة والقصاص للطرفين ..
والرحمة والخلود أبداً لشهدائنا ..
الجريدة
المصدر من هنا
		  	
	

 
         
         
        