كشف مصدر ميداني عبر منصة الناشط محمد خليفة أن الأيام الأخيرة التي سبقت سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر شهدت معارك عنيفة في عدد من المحاور، مهّدت للهجوم النهائي على مقر الفرقة السادسة مشاة، الذي كان عمليًا تحت سيطرة الدعم السريع منذ سبتمبر الماضي.
وأوضح المصدر أن القوات المهاجمة وصلت إلى الشريط الفاصل عند سلاح المهندسين والسلاح الطبي، ما ضاعف الحصار على مقر الفرقة، مشيرًا إلى أن الدعم السريع كانت تهاجم بضراوة وتحتفظ بمواقع استراتيجية، مما ضيّق الخناق على القوات المحاصرة.
وأكد أن الدعم السريع اخترقت مواقع حيوية مثل معسكر نيفاشا، مخيم أبو شوك، حي الدرجة، سلاح المهندسين، مبنى اليوناميد، بيت الضيافة، وزارة المالية، وبيت حاكم الولاية، وهي مواقع كان الجيش يعتمد عليها في الدفاع، مضيفًا أن مساحة سيطرة الجيش تقلصت إلى نحو ثلاثة كيلومترات مربعة قبل السقوط الكامل.
وقال مؤكداً: «تم سحب القادة إلى مواقع في المحور الغربي، وحين سقطت الفرقة كان عدد الجنود الموجودين قليلاً، لأن بقية القوات انسحبت إلى منطقة في المحور الغربي تقل مساحتها عن كيلومترين مربع»، وإن الجيش كان قد أمر العسكريين المتطوعين بالخروج إلى منطقتي طويلة وكورما، وتمت تصفية بعضهم بينما نجا آخرون.
ورغم ضخامة الحدث، لم يصدر الجيش أو القوة المشتركة أي بيان رسمي، فيما علّق حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي عبر منصة “إكس” قائلاً: “سقوط الفاشر لا يعني التفريط بمستقبل دارفور لصالح جماعات العنف أو مصالح الفساد والعمالة”.
واعتبر محللون أن انهيار الفاشر يمثل تحولًا خطيرًا في مسار الحرب السودانية، كونها آخر معاقل الجيش في دارفور، وسقوطها يفتح الباب أمام سيطرة الدعم السريع على الإقليم بالكامل، وربما إعادة التوجه شرقًا نحو مناطق انسحبت منها سابقًا، ما ينذر بمآلات سياسية وعسكرية جديدة.
وهكذا، طوت الفاشر فصلًا مأساويًا من الحرب السودانية، بعد عام من الصمود تحت القصف والجوع والعزلة، لتتحول من رمز للمقاومة إلى عنوان للخذلان والانهيار.
(الشرق الاوسط)
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
