حذر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، من خطأ فني جسيم في إدارة سد النهضة الإثيوبي أدى إلى فيضان صناعي واسع النطاق في سبتمبر الماضي، تسبب في خسائر جسيمة في السودان وهدد الأمن المائي لمصر.
وفي تصريحات لقناة تلفزيونية محلية، وصف شراقي افتتاح السد بأنه “فشل فني واضح”، مشيرًا إلى أن إثيوبيا أجلت تشغيل السد لمدة عام بعد إعلان اكتمال الملء الخامس في سبتمبر 2024، بسبب عدم كفاءة أربع توربينات، واضطرت لاحقًا إلى فتح بوابات المفيض لتصريف المياه الزائدة دون إنتاج كهرباء، ما أدى إلى تصريف يومي بلغ 750 مليون متر مكعب.
تهديد مباشر لسد الروصيرص
وأوضح شراقي أن هذا التصريف الهائل فاق قدرة سد الروصيرص الاستيعابية، التي لا تتجاوز 600 مليون متر مكعب يوميًا، مما أغرق آلاف الأفدنة الزراعية في السودان، وشرد عشرات الآلاف من السكان، وفقًا لتقارير أممية.
كما أشار إلى أن سوء الإدارة الإثيوبية وعدم التنسيق مع دولتي المصب يتسبب في خسائر اقتصادية كبيرة، منها تهديد 7% من الأراضي الزراعية في مصر، وغرق محاصيل في السودان خلال موسم الحصاد.
دعوة لإدارة ثلاثية مشتركة
ودعا شراقي إلى إدارة مشتركة ثلاثية للسد بين مصر والسودان وإثيوبيا، مستندًا إلى مبادئ القانون الدولي التي تحظر الإضرار بالدول المشاطئة، مؤكدًا أن “المياه قضية حياة، لا مناورات سياسية”.
ويُعد سد النهضة، الذي بلغت تكلفته نحو 5 مليارات دولار، أكبر مشروع هيدروليكي في أفريقيا، ويُخطط له أن ينتج أكثر من 5000 ميغاواط، لكنه أثار توترات إقليمية حادة بعد حجز 64 مليار متر مكعب من مياه النيل الأزرق دون تنسيق، ما اعتبرته مصر والسودان انتهاكًا لاتفاقية 1959 التي تضمن حصة سنوية لمصر تبلغ 55.5 مليار متر مكعب.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
