في تصعيد عسكري جديد ضمن النزاع المستمر في إقليم دارفور، أفادت لجان مقاومة مدينة الفاشر أن المدينة تعرضت لهجوم واسع النطاق من جميع المحاور، تخلله قصف مكثف وانهمار للنيران، وسط ما وصفته بـ”خذلان يحيط بها أكثر من العدو”. البيان الصادر صباح السبت أشار إلى أن الفاشر، التي تُعد آخر معاقل الجيش السوداني في شمال دارفور، تواجه حصاراً خانقاً فرضته قوات الدعم السريع منذ منتصف العام الماضي، في إطار سعيها للسيطرة الكاملة على الإقليم. هذا الحصار المتواصل أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني في المدينة، حيث يعيش السكان في ظروف قاسية وسط نقص حاد في الغذاء والدواء، وانقطاع الخدمات الأساسية.
في المقابل، أعلنت الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش السوداني أنها تمكنت من صد هجوم عنيف شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، بدأ في الساعة الثالثة من صباح السبت. ووفقاً لبيان رسمي صادر عن الفرقة، فإن الهجوم نُفذ من عدة اتجاهات باستخدام مركبات قتالية وعناصر وصفها البيان بـ”المرتزقة والمأجورين”، وسبقه قصف مكثف استهدف مناطق مدنية. وأكدت القوات المسلحة أنها ألحقت خسائر كبيرة بالمهاجمين، شملت تدمير عربتي صرصر، و12 عربة مصفحة، و25 مركبة أخرى، إضافة إلى الاستيلاء على معدات قتالية وكميات كبيرة من الذخائر، ومقتل عدد كبير من عناصر الدعم السريع، فيما فرّ الباقون من أرض المعركة.
بعد ساعات من الهجوم الأول، عاودت قوات الدعم السريع التقدم نحو المدينة من المحور الغربي، مستهدفة منطقة خزان قولو عند الساعة العاشرة صباحاً. إلا أن الفرقة السادسة مشاة أكدت أنها تمكنت من صد الهجوم الثاني أيضاً، مشيرة إلى أن هذا الاشتباك يُعد الانتصار رقم 267 الذي تحققه في مواجهاتها مع قوات الدعم السريع. البيان العسكري شدد على أن القوات المسلحة، إلى جانب القوة المشتركة والوحدات المساندة، تعمل بتنسيق كامل وتماسك ميداني في مواجهة ما وصفته بـ”المليشيا”، مؤكدة أن جميع الوحدات تقف “على قلب رجل واحد” في خندق الدفاع عن المدينة.
في سياق متصل، اتهمت الفرقة السادسة مشاة ما أسمته “غرف المليشيا” بنشر معلومات مضللة، تضمنت إشارة مفبركة تزعم أن رئيس أركان الجيش السوداني أصدر تعليمات بالانسحاب من الفاشر. واعتبر البيان أن هذه المزاعم لا تعدو كونها “أضغاث أحلام”، مؤكداً أن القوات المسلحة لم تتلقَ أي أوامر بالانسحاب، وأنها مستمرة في الدفاع عن المدينة بكل تشكيلاتها. هذا الاتهام يأتي في ظل تصاعد الحرب الإعلامية بين الطرفين، حيث تسعى كل جهة إلى التأثير على الرأي العام المحلي والدولي عبر البيانات والتصريحات المتبادلة.
من جانبها، أصدرت لجان مقاومة الفاشر بياناً أكدت فيه أن المدينة تواجه هجوماً شاملاً من مختلف الجهات، مشيرة إلى أن الجيوش تتكالب عليها والنيران تنهال من كل صوب، بينما تضيق بها السبل دون أن تنكسر. البيان وصف الوضع الإنساني في المدينة بأنه بالغ الخطورة، حيث يشارك المرضى والجرحى والجائعون في الدفاع عن مدينتهم بإيمان راسخ بأن الأرض لا تُحيا إلا بصمود أهلها. وانتقدت اللجان ما اعتبرته غياباً فعلياً لصوت القيادات السياسية، التي تكتفي بإصدار بيانات ومناشدات لا تجد صدى على الأرض، مؤكدة أن الفاشر “تنزف وتقاوم وحدها”، في ظل حصار مزدوج من العدو ومن خذلان الأطراف التي يفترض أن تساندها.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
