في خطوة تشريعية تحمل دلالات سياسية وأمنية واسعة، أعلن المجلس الرئاسي التابع لما يُعرف بـ”حكومة تأسيس” عن إصدار المرسوم الرئاسي رقم (1) لسنة 2025، والذي يهدف إلى تنظيم جهود مكافحة الإرهاب عبر إنشاء مجلس وطني مختص بهذا الملف. ويأتي هذا الإعلان في وقت يشهد فيه السودان تصاعداً في التوترات الأمنية والسياسية، حيث تسعى الجهات الفاعلة إلى إعادة هيكلة المؤسسات المرتبطة بالأمن القومي. وبحسب ما ورد في نص المرسوم المنشور عبر المنصات الرسمية التابعة للمجلس، فإن القرار يضع إطاراً قانونياً لتشكيل المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب، ويحدد صلاحياته واختصاصاته بشكل مفصل، بما يشمل التنسيق بين الجهات الوطنية والدولية المعنية بهذا الملف.
المرسوم الرئاسي الصادر عن المجلس الرئاسي لحكومة تأسيس لم يكتف بإنشاء المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب، بل مضى إلى تحديد المفاهيم المرتبطة بالأعمال الإرهابية، بما في ذلك أشكال الدعم اللوجستي والمالي والتنظيمي التي تُعد جزءاً من المنظومة الإرهابية وفقاً للقرار. وقد تضمّن المرسوم تصنيفاً صريحاً للحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني والمجموعات التابعة لهما كتنظيمات إرهابية، في خطوة تعكس توجهاً سياسياً واضحاً نحو إعادة تعريف المشهد الحزبي والتنظيمي في البلاد. ويُعد هذا التصنيف من أبرز البنود التي وردت في القرار، لما له من انعكاسات قانونية وأمنية على الأفراد والكيانات المرتبطة بهذه التنظيمات، سواء داخل السودان أو خارجه.
بحسب ما ورد في نص المرسوم، فإن المجلس الوطني لمكافحة الإرهاب سيُكلّف بجملة من المهام الاستراتيجية، أبرزها تنسيق الجهود الوطنية والدولية في مجال مكافحة الإرهاب، ووضع السياسات العامة التي تنظم هذا الملف، إلى جانب تحديث دوري لقوائم الأفراد والكيانات المصنفة ضمن التنظيمات الإرهابية. وقد أُرفق القرار بتوقيع رسمي من قائد قوات الدعم السريع، ما يمنحه صفة تنفيذية ضمن الهيكل المؤسسي للحكومة المعلنة. ويُنظر إلى هذا المجلس باعتباره أداة مركزية في إعادة ضبط التوازن الأمني في البلاد، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه السودان على مستوى مكافحة التنظيمات المسلحة والنشاطات المتطرفة. ويُتوقع أن يثير هذا القرار ردود فعل متباينة في الأوساط السياسية والحقوقية، بالنظر إلى طبيعة التصنيفات الواردة فيه وتداعياتها المحتملة على المشهد الداخلي.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
