في وقت مبكر من صباح اليوم، أفادت مصادر عسكرية بتحليق طائرات مسيّرة انتحارية تابعة لقوات الدعم السريع فوق مدينة أم روابة، قادمة من الجهة الغربية. وأوضحت المصادر أن الدفاعات الجوية التابعة للقوات المسلحة السودانية، والمتمركزة جنوب المدينة، تعاملت مع الموجة الثانية من الطائرات المسيّرة، حيث سُمع دوي انفجارات متتالية دون أن تتوفر معلومات مؤكدة بشأن سقوط الطائرات أو إصابتها لأهداف محددة. ويأتي هذا التحليق في سياق تصعيد متواصل تشهده مناطق متفرقة من السودان، وسط تزايد استخدام الطائرات المسيّرة في العمليات العسكرية من قبل قوات الدعم السريع، ما يعكس تحولاً نوعياً في تكتيكات المواجهة.
في تطور ميداني متزامن، شنّت قوات الدعم السريع صباح اليوم السبت ، هجوماً جديداً على قاعدة كنانة الجوية الواقعة في ولاية النيل الأبيض ، مستخدمة عدداً من الطائرات المسيّرة. وأكدت مصادر عسكرية أن الهجوم الأخير يُعد استئنافاً لعمليات سابقة كانت قد توقفت منذ أشهر، بعد أن استهدفت قوات الدعم السريع القاعدة بشكل متكرر خلال فترة حصارها لولاية النيل الأبيض وسيطرتها على أجزاء واسعة من ولايات الجزيرة وسنار والخرطوم. ويُنظر إلى هذا الهجوم على أنه محاولة لإعادة الضغط على مواقع استراتيجية للجيش السوداني في الجنوب، في ظل استمرار التوترات العسكرية على أكثر من جبهة.
بحسب المصادر العسكرية، فقد استخدمت قوات الدعم السريع خمس طائرات مسيّرة في الهجوم على قاعدة كنانة الجوية، مؤكدة أن الدفاعات الجوية التابعة للجيش السوداني تمكنت من إسقاطها قبل أن تصل إلى أهدافها داخل القاعدة. وأشارت المصادر إلى أن الطائرات المستخدمة في هذا الهجوم تختلف تقنياً عن تلك التي استُخدمت في الهجمات السابقة، حيث تميّزت بسرعتها العالية وصوتها المختلف، ما يشير إلى تطور في نوعية المعدات المستخدمة من قبل قوات الدعم السريع. هذا التغيير في الأداء الفني للطائرات المسيّرة يعكس تصعيداً في مستوى التهديدات الجوية التي تواجهها المواقع العسكرية السودانية، ويطرح تحديات جديدة أمام أنظمة الدفاع الجوي في البلاد.
من جهته، أفاد عدد من سكان مدينة كنانة بأنهم سمعوا أصوات المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني وهي تتعامل مع الطائرات المسيّرة التي استهدفت القاعدة فجر السبت. وأكد شهود عيان لموقع “الترا سودان” سماع ارتطامات قوية في محيط القاعدة، دون توفر معلومات دقيقة حول طبيعة تلك الارتطامات أو حجم الأضرار التي قد تكون نجمت عن الهجوم. وتُعد قاعدة كنانة الجوية من أبرز المواقع العسكرية في ولاية النيل الأبيض، وتقع على بُعد 277 كيلومتراً جنوب العاصمة الخرطوم، وعلى مسافة تقارب 20 كيلومتراً جنوب شرق مدينة ربك، بالقرب من مدينة كوستي التي تضم مقر الفرقة 18 مشاة. وقد صمدت القاعدة في وجه سلسلة من الهجمات السابقة، رغم محاصرة الولاية من عدة جهات.
تواصل قوات الدعم السريع، لليوم الخامس على التوالي، تنفيذ هجمات جوية بطائرات مسيّرة على العاصمة الخرطوم وعدد من الولايات الجنوبية، بما في ذلك النيل الأبيض والنيل الأزرق وسنار. وأسفرت هذه الهجمات عن أضرار جسيمة في البنية التحتية، خاصة في محطات الكهرباء التي خرجت عن الخدمة نتيجة الاستهداف المباشر، ما أدى إلى تفاقم أزمة مياه الشرب في عدد من المناطق المتأثرة. ويأتي هذا التصعيد في وقت تشهد فيه البلاد حالة من الانقسام السياسي والعسكري، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة، ما يضع المدنيين في مواجهة مستمرة مع تداعيات النزاع المسلح وتدهور الخدمات الأساسية.
في تطور ميداني جديد، واصلت الطائرات المسيّرة التابعة لقوات الدعم السريع هجماتها على مطار الخرطوم لليوم الرابع على التوالي، مستهدفة فجر الجمعة منشآت المطار في محاولة لمنع إعادة تشغيله، والتي كانت مقررة يوم الأربعاء الماضي. الهجوم تزامن مع عملية أخرى نفذتها القوات ذاتها باستخدام طائرات انتحارية مسيّرة على مدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق، حيث استهدفت مقر قيادة الجيش ومنزلاً في حي الرياض. شهود عيان من العاصمة أكدوا أن أنظمة الدفاع الجوي التابعة للجيش السوداني تصدت للطائرات المسيّرة، فيما سُمع دوي انفجارات في محيط المطار، وسط حالة من الذعر بين السكان.
أعلنت حكومة إقليم النيل الأزرق أن الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مدينة الدمازين فجر الجمعة أسفر عن إصابة شخصين بشظايا نتيجة سقوط إحدى الطائرات المسيّرة. وأوضحت الحكومة أن هذا الهجوم هو الثالث من نوعه على المدينة، حيث تم تنفيذه بعدد من الطائرات المسيّرة في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار، وفقاً لما ورد في بيان رسمي. البيان شدد على أن الأوضاع الأمنية في الدمازين والولاية مستقرة تماماً، وأن الحياة تسير بصورة طبيعية رغم التصعيد العسكري الأخير.
في ولاية سنار، تعرضت محطة الكهرباء بمدينة سنجة لهجوم بطائرات مسيّرة ظهر الجمعة، ما أدى إلى انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن المدينة. مواطنون تحدثوا لراديو دبنقا عن عنف الهجوم الذي تسبب في تدمير شبه كامل للمحطة، ودفع عدداً من السكان إلى النزوح خوفاً من تجدد القصف. الهجوم وقع مباشرة بعد صلاة الجمعة، ما تسبب في حالة من الهلع والارتباك بين الأهالي، رغم عدم تسجيل أي قتلى أو جرحى. كما أشار المواطنون إلى مداهمات نفذتها الخلية الأمنية في أحياء متفرقة من المدينة في اليوم السابق.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
