
في تصعيد جديد للأعمال العسكرية في إقليم كردفان، نفذت قوات الدعم السريع هجوماً بطائرة مسيّرة استهدف مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، ظهر يوم الاثنين. ووفقاً لمصادر محلية تحدثت لراديو دبنقا، فقد استهدف القصف الجوي تجمعات تابعة للقوة المشتركة بالقرب من مستشفى تبيان التخصصي، وذلك في حوالي الساعة الواحدة ظهراً. ولم تتمكن المصادر من تحديد حجم الأضرار أو عدد الإصابات الناتجة عن الهجوم، وسط حالة من الترقب والقلق في صفوف السكان. ويأتي هذا الهجوم في سياق سلسلة من العمليات الجوية والمدفعية التي تنفذها قوات الدعم السريع على المدينة منذ أسابيع، في وقت ترد فيه القوات المسلحة بهجمات مماثلة على مواقع تابعة للدعم السريع في شمال وغرب كردفان.
قصف متبادل
تواصلت العمليات العسكرية بين الطرفين في مناطق متفرقة من كردفان، حيث أفادت مصادر ميدانية بأن القوات المسلحة السودانية نفذت صباح الاثنين عملية إسقاط مظلي ناجحة في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان. وذكرت المصادر أن العملية تضمنت إيصال إمدادات عسكرية إلى الفرقة 22 مشاة، التي تتمركز داخل المدينة منذ أكثر من عام، رغم الحصار المستمر الذي تفرضه قوات الدعم السريع. وتتمسك القوات المسلحة بالبقاء داخل مقراتها العسكرية، في وقت تتصاعد فيه حدة الاشتباكات حول المدينة، ما يعكس تعقيد المشهد العسكري وتعدد جبهات القتال في الإقليم. وتأتي هذه التطورات في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة أو حلول سياسية قريبة، ما يزيد من المخاوف بشأن استمرار التصعيد وتأثيره على المدنيين.
انفجار كادوقلي
وفي ولاية جنوب كردفان، شهدت مدينة كادوقلي حادثة انفجار عنيف داخل مخزن للذخيرة بمقر المدفعية، وذلك عقب استهدافه بطائرة مسيّرة مساء الأحد. وأسفر الانفجار عن أضرار بشرية ومادية كبيرة، وفقاً لما أفادت به ناشطة محلية لراديو دبنقا. وأوضحت أن الانفجار تسبب في إصابة عدد من المواطنين، وألحق دماراً واسعاً بالمنازل المجاورة، ما أدى إلى موجة نزوح من الأحياء المتضررة. وأشارت إلى أن حي المصانع والمناطق المحيطة بمقر المدفعية كانت الأكثر تضرراً، حيث اضطر السكان إلى مغادرة منازلهم في ساعات الصباح الأولى باتجاه المناطق الغربية من المدينة. وأكدت أن النزوح لا يزال مستمراً، وأن العديد من الأسر تواصل مغادرة المنطقة خوفاً من وقوع انفجارات جديدة، خاصة بعد أن أصدرت قيادة المدفعية أوامر بإخلاء الأحياء المجاورة صباح الاثنين.
اعتقالات كادوقلي
وفي تطور موازٍ، كشفت مصادر محلية عن تنفيذ حملة اعتقالات واسعة في مدينة كادوقلي، استهدفت عدداً من الناشطين المدنيين، وذلك من قبل الخلية الأمنية المشتركة. وأوضحت المصادر لراديو دبنقا أن السلطات أفرجت لاحقاً عن المعتقلين بعد إخضاعهم للتحقيق، دون الكشف عن أسباب الاعتقال أو خلفياته. وأشارت إلى أن هذه الحملة جاءت عقب الهجمات الجوية التي تعرضت لها المدينة يوم الأحد، ما يثير تساؤلات حول العلاقة بين التصعيد العسكري والإجراءات الأمنية المتخذة بحق المدنيين. وتأتي هذه الاعتقالات في وقت تشهد فيه المدينة حالة من التوتر الأمني، وسط مخاوف من اتساع دائرة الاستهداف لتشمل مزيداً من الناشطين والعاملين في المجال الإنساني، في ظل غياب الشفافية حول دوافع التحركات الأمنية الأخيرة.