
في إنجاز فني بارز يعكس تطور المشهد البصري السوداني، نال المصور عمار عبد الله الجائزة الكبرى في مسابقة شرق إفريقيا للتصوير الفوتوغرافي لعام 2025، وذلك عن عمله الوثائقي المعنون بـ”منازل مؤقتة”، الذي تناول فيه تجربة النزوح التي عاشتها أسرته عقب اندلاع الحرب في السودان. المشروع الفائز يتضمن سلسلة من الصور التي تروي تفاصيل الحياة اليومية للنازحين، وتُظهر كيف تمكنوا من التكيّف مع واقعهم الجديد، مع الحفاظ على الروابط الاجتماعية رغم قسوة الظروف المحيطة بهم. وقد وصفت لجنة التحكيم هذا العمل بأنه توثيق بصري مؤثر يجسد الصمود الإنساني، ويبرز قدرة الصورة الفوتوغرافية على التعبير عن مفاهيم الانتماء والذاكرة في سياق النزوح القسري.
وفي إطار التكريم الفني، حصل عبد الله على كاميرا من طراز Fujifilm X-T5 وعدسة XF 16–50، مقدّمة من شركة فوجي فيلم الشرق الأوسط، وذلك تقديرًا لتميزه الإبداعي ضمن المسابقة التي تهدف إلى دعم رواة القصص البصرية في منطقة شرق إفريقيا. وتُعد هذه الجائزة من أبرز الجوائز الإقليمية في مجال التصوير، وتشمل دول بوروندي، إثيوبيا، كينيا، رواندا، السودان، جنوب السودان، تنزانيا، وأوغندا، وتُمنح للأعمال التي تتناول قضايا الإنسان والبيئة والحياة المعاصرة في السياق الإفريقي.
وقد تميزت نسخة هذا العام بحضور لافت للمصورين السودانيين، حيث حصدت المصورة إسراء الريح المركز الأول في فئة “الإنسان”، عن عملها الذي تناول جوانب إنسانية عميقة، ما يعكس تنامي تأثير المصورين السودانيين في الساحة الفنية الإقليمية، ويؤكد على قدرتهم في تقديم سرد بصري يعبر عن قضايا مجتمعاتهم بلغة فنية مؤثرة ومتماسكة. هذا التقدير الإقليمي يعزز من مكانة التصوير الفوتوغرافي السوداني كأداة فنية وتوثيقية قادرة على نقل التجربة الإنسانية في أكثر لحظاتها تعقيدًا وعمقًا.