
أهداف محددة
بحسب المصدر العسكري ذاته، فإن الهجوم استهدف مواقع عسكرية شمال أم درمان، حيث تم توجيه المسيّرات نحو معسكرين رئيسيين في المنطقة، ما أدى إلى وقوع خسائر بشرية ومادية داخل تلك المواقع. وأوضح أن الطائرات المسيّرة كانت من النوع الانتحاري، وقد تم توجيهها بدقة نحو أهدافها، في وقت كانت فيه الدفاعات الأرضية في حالة تأهب. ورغم نجاح بعض وحدات الدفاع الجوي في التصدي للمسيّرات، فإن عددًا منها تمكن من الوصول إلى أهدافه، ما أدى إلى وقوع إصابات في صفوف القوات النظامية. ويُنظر إلى هذا النوع من الهجمات على أنه يمثل تحولًا في طبيعة العمليات العسكرية، حيث باتت الطائرات المسيّرة تُستخدم بشكل متزايد في استهداف مواقع استراتيجية داخل المدن.
مشهد ميداني
في أعقاب الهجوم، أفاد شهود عيان من سكان أم درمان بسماع دوي انفجارات متتالية في المناطق الشمالية من المدينة، استمرت لأكثر من ساعة قبل أن تبدأ المضادات الأرضية في الرد. وأشار الشهود إلى أن أصوات الانفجارات كانت قوية ومتصلة، ما أثار حالة من الذعر في الأحياء السكنية القريبة من المواقع المستهدفة.
كما رُصدت سيارات إسعاف عسكرية وهي تتحرك في الشوارع، في مشهد يعكس حجم التأثير الميداني للهجوم. ولم تصدر الجهات الرسمية حتى الآن بيانًا تفصيليًا حول طبيعة الإصابات أو حجم الأضرار، فيما تستمر عمليات التقييم والتحقيق في المواقع التي تعرضت للهجوم.
تصعيد متكرر
يُعد هذا الهجوم الجوي الثاني من نوعه الذي تتعرض له ولاية الخرطوم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث شهدت منطقة شرق النيل يوم الثلاثاء هجومًا مماثلًا بطائرات مسيّرة، أدى إلى سقوط ضحايا من المدنيين. ويعكس تكرار هذه الهجمات خلال فترة زمنية قصيرة تصاعدًا في وتيرة العمليات الجوية داخل العاصمة، وسط مخاوف متزايدة من اتساع نطاق الاستهداف ليشمل مناطق مدنية وعسكرية على حد سواء. وتتابع الجهات الأمنية والعسكرية تطورات الموقف، في ظل تحديات متزايدة تتعلق بكيفية التصدي لهذا النوع من الهجمات التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للاستقرار داخل الخرطوم.