
في خطوة تُعد محورية ضمن جهود إعادة تأهيل البنية التحتية للطيران المدني في السودان، أعلنت سلطة الطيران المدني تشغيل شبكة الكهرباء بمركز الملاحة الجوية في مطار الخرطوم، وذلك في إطار خطة متكاملة لاستعادة خدمات الطيران في العاصمة خلال الفترة المقبلة. الإعلان الرسمي جاء ليؤكد تقدمًا ملموسًا في مشروع إعادة تأهيل المطار، الذي ظل خارج الخدمة منذ اندلاع النزاع المسلح في الخرطوم منتصف أبريل 2023، ما أدى إلى توقف كامل لحركة الملاحة الجوية في العاصمة. ويُنظر إلى هذا التطور على أنه مؤشر إيجابي نحو إعادة تنشيط أحد أهم المرافق الحيوية في البلاد، رغم التحديات الأمنية واللوجستية المستمرة.
سلطة الطيران المدني أوضحت في بيان صحفي أن تشغيل شبكة الكهرباء في مركز الملاحة الجوية جاء بعد جهود هندسية مكثفة، أعادت الحياة إلى منشأة تحولت إلى حطام نتيجة الدمار الواسع الذي طال البنية التحتية خلال فترة الحرب. وأشارت إلى أن المشروع تحقق بفضل التنسيق بين الفرق الفنية والهندسية التابعة للسلطة، إلى جانب الدعم الفني من الشركة السودانية للكهرباء، التي ساهمت في إعادة تأهيل الكابلات الرئيسية المتضررة. العملية تمت في ظروف بالغة التعقيد، وسط بيئة غير مستقرة، ما يعكس حجم التحديات التي تواجهها الجهات المختصة في إعادة بناء المرافق الحيوية في العاصمة.
مطار الخرطوم ظل تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل 2023 وحتى نهاية مارس 2025، وهي فترة تجاوزت 22 شهرًا من التوقف الكامل لحركة الطيران في العاصمة. هذا الوضع دفع الحكومة السودانية إلى تحويل الملاحة الجوية إلى مطار بورتسودان، الذي أصبح بمثابة العاصمة الإدارية المؤقتة خلال فترة النزاع. وتم ذلك بعد الحصول على استثناءات دولية تسمح باستخدام المجال الجوي الشرقي للبلاد باعتباره أكثر أمانًا. هذا التحول المؤقت في حركة الطيران كان ضروريًا لضمان استمرارية الرحلات الإنسانية والتجارية، في ظل تعطل المرافق الجوية في الخرطوم.
الحكومة السودانية أعلنت في وقت سابق أنها تعتزم إعادة تشغيل مطار الخرطوم قبل نهاية العام الجاري، في خطوة تهدف إلى استعادة النشاط الجوي في العاصمة. ومع ذلك، فإن استمرار الهجمات بالطائرات المسيّرة يشكل تهديدًا حقيقيًا لهذه الخطط، ما لم تُتخذ إجراءات فعالة لوقف إطلاق النار على مستوى البلاد. وتؤكد مصادر رسمية أن فرق الصيانة اقتربت من إنهاء أعمال الترميم في صالات الوصول والمغادرة، التي تعرضت لأضرار جسيمة خلال النزاع. ويُعد هذا التقدم الفني مؤشرًا على إمكانية استعادة المطار لوظيفته التشغيلية، شريطة توفر بيئة أمنية مستقرة تضمن سلامة الملاحة الجوية.
المصدر من هنا