
بورتسودان 7-10-2025 (سونا) – استمع المشاركون في المنتدى القومي لشركاء القطاع الصحي اليوم بمدينة بورتسودان إلى خمس أوراق علمية صحية، تحدثت جميعها عن أهمية تطوير القطاع حتى يتسنى له تقديم خدمة صحية ممتازة لطالبيها، كما تناولت الأوراق أهمية تطوير الشراكة والدور المتعاظم للمشاركين في هذا القطاع المهم.
وجاءت الجلسة الأولى تحت عنوان الاتحاد من أجل المرونة الصحية في السودان – وضع الأساس برؤية وزارة الصحة الاتحادية، ورسم خريطة للمشهد الحالي، وتحديد الأولويات الاستراتيجية للفترة 2025-2026م، فيما تطرقت الجلسة الثانية إلى مواجهة الحقائق وقدمت نظرة عامة على الوضع الإنساني، إلى جانب نظرة عامة قائمة على البيانات حول الأزمة الإنسانية الحالية، مع التركيز على دارفور والمناطق التي يصعب الوصول إليها.
وناقشت الجلسة الثالثة محور الترابط الإنساني والتنموي (السلام) وتسليط الضوء على التفاعل بين الصحة والعوامل الاجتماعية والاقتصادية الأوسع (التعليم، سبل العيش، التغذية) في السياقات الهشة.
وتناولت الجلسة الرابعة وجهات نظر الشركاء – تحديات التنفيذ، بحيث شارك الشركاء والمجموعة الصحية (Health Cluster) الحقائق الميدانية والعوائق وقصص النجاح.
فيما حملت الجلسة الخامسة عنوان أصوات المجتمع – وجهات نظر منظمات المجتمع المدني حول المرونة الصحية، وتمكين منظمات المجتمع المدني والمنظمات المجتمعية من مشاركة وجهات نظرها واحتياجاتها وحلولها.
من جانبها، قالت مدير الإدارة العامة للصحة الدولية بوزارة الصحة الاتحادية، د. آلاء الطيب مدثر، إن إدارة الموارد الشحيحة والمتناقصة تتطلب قيادة رشيدة وحوكمة فعالة وتنسيقًا محكمًا بين كافة القطاعات، مشيرة إلى الحاجة إلى منظومة مرنة وقادرة على الاستجابة والتعافي، وهذا لن يتحقق إلا عبر إعادة هيكلة منصات التنسيق لتكون قوية وفاعلة، وأضافت لتكون جسر شراكة حقيقي يعبر بنا من الاستجابة إلى الاستدامة.
وأشارت آلاء إلى أهمية الشراكات الذكية، خاصة مع القطاع الخاص، لضمان استمرارية الخدمات الصحية، لافتة إلى أن الاستثمار في الصحة ليس مسؤولية الحكومة وحدها، بل هو مسؤولية جماعية تتطلب حلولًا مبتكرة وتمويلًا مستدامًا وتكاملًا في الأدوار.
وقدّم الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالسودان، لوكا ريندا، ورقة خلال المنتدى شرح فيها توجه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، حيث قال إن الشركاء سيلتفون حول الخطة الصحية خلال فترة إعادة الإعمار القادمة، والتي ترتكز على استراتيجية إعادة البناء التي تعتمد على عناصر تُبرهن على “إعادة البناء على نحو أفضل”، وشدد على أن تكون الخطة شاملة لجميع المواطنين مع بذل الجهود للوصول إلى “المناطق التي يصعب الوصول إليها”، باعتبار أن هذه المناطق هي الأكثر إلحاحًا، إضافة إلى السعي لتحقيق الاستدامة في كل المشاريع والخدمات المقدمة من الشركاء في القطاع الصحي.
وأضاف أنه بالرغم من الظروف التي تمر بها البلاد، فإن الأزمة دائمًا ما تتيح فرصة لإعادة البناء، وإعادة البناء على نحو أفضل.
وقالت ممثلة منظمة اليونيسف، ليقول نور فابيلوقا: “نحن هنا شركاء في محفل الصحة، وعلينا العمل معًا لرسم أولويات العمل، وجمع الموارد، ووضع خطة محكمة للتعاون، وأن كل شريك في مجال الصحة عليه واجب معين، وعلينا جميعًا مواجهة التحديات، وكذلك العمل على تقليل حجم الوفيات من خلال تقديم خدمات أفضل، خاصة للأطفال، وتمكينهم من الحصول على الرعاية الصحية.”
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية، سايمون كادو: “نحن نعمل لتعزيز الشراكة من أجل نظام صحي أفضل للمواطنين في ظل الظروف الحالية، وإن توفير القروض والاستثمارات الخاصة يسهم في تقديم خدمات أفضل، وإن التزام الشركاء له دور كبير في تحقيق نظام صحي أفضل.”
وكان الملتقى قد خاطبه رئيس مجلس الوزراء، الدكتور كامل إدريس، وكل من وزراء الثقافة والإعلام والسياحة خالد الإعيسر، ووزير الصحة د. هيثم محمد إبراهيم، والأستاذ معتصم أحمد صالح وزير الموارد البشرية، وعدد من السفراء وممثلي شركاء الصحة.
#سونا #السودان