
في تطور ميداني جديد بمدينة الفاشر، أعلنت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر عن تنفيذ الجيش السوداني عملية إنزال جوي ناجحة صباح الثلاثاء 7 أكتوبر 2025، استهدفت مقر الفرقة السادسة وسط المدينة، وذلك عبر سلاح المظلات وعلى مرحلتين متتاليتين. العملية التي وُصفت بالمنسقة والدقيقة، أسفرت عن إيصال مؤن حربية وغذائية إلى القوات المتمركزة داخل المدينة المحاصرة، في وقت يشهد فيه شمال دارفور تصعيدًا عسكريًا متواصلًا بين الجيش وقوات الدعم السريع. الإنزال الجوي جاء في ظل ظروف ميدانية بالغة التعقيد، ويُعد خطوة لوجستية مهمة في دعم القوات الحكومية التي تواجه ضغطًا متزايدًا على خطوط التماس.
في بيانها الرسمي، دعت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر المنظمات الإنسانية والدولية والإقليمية، إلى تنفيذ عمليات إسقاط مماثلة تستهدف القطاع المدني، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية داخل المدينة. وأشارت إلى أن آلاف المدنيين يعانون من نقص حاد في الغذاء والدواء، وسط حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع منذ مايو الماضي. البيان شدد على ضرورة تدخل قيادة الدولة لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإنهاء معاناة السكان الذين باتوا يواجهون خطر المجاعة والحرمان من الرعاية الطبية، في ظل انهيار شبه كامل للبنية الصحية والخدمية داخل المدينة.
البيان أشار إلى ارتفاع عدد المصابين والضحايا جراء الاشتباكات التي اندلعت يوم الاثنين 6 أكتوبر بين الجيش وقوات الدعم السريع، في محيط مدينة الفاشر. وأكدت التنسيقية وقوع قتلى ومصابين، دون تحديد عددهم، نتيجة المواجهات المسلحة التي امتدت إلى الأحياء السكنية. هذا التصعيد العسكري يأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من توسع رقعة القتال داخل المدينة، ما يهدد حياة المدنيين ويزيد من تعقيد الوضع الإنساني. التنسيقية طالبت بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية السكان، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين في مناطق الاشتباك.
في ظل تصاعد العنف، وجهت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر نداءً عاجلًا إلى سكان الأحياء القريبة من خطوط القتال، تدعوهم فيه إلى مغادرة منازلهم فورًا والتوجه إلى المناطق الآمنة الواقعة تحت سيطرة الجيش والقوة المشتركة. البيان أشار إلى أن قوات الدعم السريع نفذت هجمات على منازل المدنيين، أسفرت عن مقتل عدد كبير منهم، دون تقديم حصيلة دقيقة للضحايا. التحذير يأتي في سياق محاولات التنسيقية لتقليل الخسائر البشرية، وسط تقارير عن عمليات اغتيال ممنهجة تنفذها عناصر الدعم السريع بحق المدنيين داخل مساكنهم.
عملية الإنزال الجوي التي نُفذت الثلاثاء تُعد الثانية من نوعها خلال أسبوع، بعد توقف دام قرابة ستة أشهر. ونجح الجيش السوداني في إيصال المؤن والعتاد الحربي إلى مقر الفرقة السادسة، ما ساعد القوات المسلحة والقوة المشتركة في صد تقدم قوات الدعم السريع نحو الحامية العسكرية الرئيسية. هذا النجاح اللوجستي يعكس تحسنًا في التنسيق العملياتي، ويمنح القوات الحكومية دفعة جديدة في معركتها للحفاظ على آخر معاقلها في شمال دارفور، وسط حصار مستمر يفرضه الدعم السريع على المدينة.
مدينة الفاشر، التي يقطنها نحو 260 ألف شخص، تعيش تحت حصار خانق منذ مايو 2025، حيث تسيطر قوات الدعم السريع على الطرق الرئيسية وتمنع وصول القوافل التجارية والإمدادات الإنسانية. هذا الحصار أدى إلى شلل شبه كامل في الحركة التجارية والخدمية، وتفاقم الأزمة المعيشية للسكان. ورغم المحاولات الدولية لكسر الحصار، فشلت الأمم المتحدة الشهر الماضي في الحصول على موافقة لتنفيذ عملية إسقاط مساعدات إنسانية عبر طائرات تابعة لدول إقليمية، ما زاد من تعقيد الوضع وأبقى المدنيين في مواجهة مباشرة مع خطر المجاعة والمرض دون أي دعم دولي فعّال.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا