
في تعميم صحفي صدر يوم الجمعة 3 أكتوبر 2025، أطلقت الإدارة العامة لشؤون مياه النيل بوزارة الري والموارد المائية تحذيرًا عاجلًا إلى المواطنين المقيمين على ضفاف نهر النيل، مشيرة إلى تغيرات مقلقة في مناسيب المياه. وأوضحت الإدارة أن قطاعي الروصيرص والخرطوم يشهدان انحسارًا متسارعًا في مستويات المياه، في حين يستمر الارتفاع في القطاع الممتد بين الخرطوم وكجبار. هذا التباين في السلوك الهيدرولوجي للنهر دفع السلطات إلى دعوة السكان لاتخاذ إجراءات وقائية لحماية أرواحهم وممتلكاتهم، وسط مخاوف من تطورات مفاجئة قد تؤدي إلى خسائر إضافية.
خسائر الفيضانات
التحذيرات الأخيرة تأتي في أعقاب موسم فيضانات قاسٍ خلّف خسائر كبيرة في مناطق متفرقة من شمال وجنوب ووسط السودان. وقد أرجع عدد من المختصين ارتفاع مناسيب النيل إلى فتح قنوات سد النهضة الإثيوبي، ما أدى إلى تدفق كميات كبيرة من المياه نحو الأراضي السودانية. هذه الفيضانات تسببت في تدمير واسع للبنية التحتية المحلية، وأثرت بشكل مباشر على المجتمعات السكنية الواقعة على ضفاف الأنهر، حيث فقد العديد من المواطنين منازلهم ومصادر رزقهم، وسط غياب آليات استجابة فعالة على المستوى المحلي.
موجة نزوح
في سياق متصل، كشفت مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة عن نزوح نحو 100 أسرة نتيجة الفيضانات التي اجتاحت مناطق الشقيلاب وطيبة بمحلية جبل أولياء في ولاية الخرطوم يوم 30 سبتمبر 2025. هذه الأرقام تعكس حجم التأثير الإنساني المتزايد للفيضانات، وتسلط الضوء على هشاشة البنية السكنية في المناطق القريبة من مجرى النيل. الأسر المتضررة تواجه ظروفًا معيشية صعبة، في ظل محدودية الموارد المتاحة للاستجابة الإنسانية، وغياب خطط واضحة لإعادة التوطين أو تقديم الدعم العاجل.
استعداد محلي
وفي إطار الجهود المحلية للتعامل مع الوضع، أصدرت غرفة طوارئ محلية وادي حلفا، يوم الأربعاء 1 أكتوبر 2025، تحذيرات عاجلة إلى المواطنين المقيمين على امتداد ضفاف نهر النيل ضمن نطاق المحلية. ودعت الغرفة إلى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، تحسبًا لأي طارئ قد ينجم عن ارتفاع مناسيب المياه. هذا التحرك يعكس إدراك السلطات المحلية لخطورة المرحلة، لكنه يسلط الضوء أيضًا على الحاجة إلى تنسيق وطني شامل لمواجهة التحديات البيئية المتكررة، خاصة في ظل التغيرات المناخية والتقلبات الهيدرولوجية التي باتت تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين في المناطق النيلية.