
في تطور ميداني يعكس تصاعد تأثيرات الفيضانات الموسمية، أدت ظاهرة “الهدام” الناتجة عن ارتفاع منسوب مياه نهر النيل إلى انهيار أربعة عشر عمودًا كهربائيًا في عدد من المناطق التابعة لمحلية الدبة، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المناطق، وألحق أضرارًا مباشرة بالمزارعين الذين يعتمدون على الكهرباء في تشغيل مضخات الري وحماية محاصيلهم الزراعية. هذه الظاهرة، التي تتكرر سنويًا مع ارتفاع مناسيب النيل، تسببت هذا العام في خسائر ملموسة في البنية التحتية للطاقة، إلى جانب تهديد مباشر للأنشطة الزراعية في المنطقة، خاصة في ظل اعتماد المزارعين على موسم الخريف في زراعة المحاصيل الأساسية.
وفي تصريح رسمي، أكد المدير التنفيذي لمحلية الدبة أن هيئة الكهرباء شرعت فورًا في تنفيذ إصلاحات عاجلة لإعادة تأهيل الأعمدة المتضررة واستعادة التيار الكهربائي في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن فرق الصيانة تعمل على مدار الساعة لتقليل فترة الانقطاع وضمان استقرار الخدمة. كما أشار إلى أن السلطات المحلية قامت بتوزيع جوالات من الخيش على المزارعين لاستخدامها في تدعيم الجسور الترابية، في محاولة للحد من تأثيرات المياه المتدفقة وحماية الأراضي الزراعية من الانجراف.
وفي ظل استمرار ارتفاع منسوب النيل وتوسع رقعة التأثيرات، طالبت الجهات المختصة بتوفير آليات إضافية لتعزيز جهود الحماية من مخاطر الفيضانات، بما في ذلك معدات هندسية ثقيلة ومواد دعم للجسور والمصارف، إلى جانب دعم فني ولوجستي للفرق الميدانية العاملة في المناطق المتضررة. وتأتي هذه المطالب في إطار خطة طوارئ تهدف إلى تقليل الخسائر المحتملة، وضمان سلامة السكان والمزارعين، والحفاظ على البنية التحتية الحيوية في مواجهة التحديات البيئية المتزايدة.