
انتقاد المركز
في كلمته أمام الجماهير، شن مكوار هجومًا حادًا على الحكومة المركزية، واصفًا إياها بالفاشلة، ومؤكدًا أن حكومة تأسيس جاءت نتيجة تحالف استراتيجي واسع ضم قوى سياسية وحركات مسلحة وشخصيات وطنية، ضمن مشروع وطني يهدف إلى بناء دولة سودانية علمانية، ديمقراطية، لا مركزية، تقوم على مبادئ التعددية والعدالة والمساواة والحرية والكرامة الإنسانية. هذا المشروع، بحسب مكوار، يمثل رؤية بديلة للنظام القائم، ويعكس تطلعات قطاعات واسعة من الشعب السوداني نحو تغيير جذري في بنية الحكم. الخطاب السياسي الذي تبناه مكوار في هذا اللقاء يعكس تصعيدًا في الموقف تجاه السلطة المركزية، ويؤشر إلى تحول في ميزان الخطاب السياسي داخل الإقليم.
شرعية التحالف
مكوار أكد أن حكومة السلام والوحدة التي شكلها تحالف تأسيس تحظى بدعم إقليمي ودولي، وأن شرعيتها تستند إلى السيطرة الفعلية على الأراضي المحررة التي تديرها قوات التحالف. هذا الدعم، وفقًا لتصريحاته، يعكس الاعتراف المتزايد بالمشروع الثوري الذي يتبناه التحالف، ويمنحه غطاءً سياسيًا في مواجهة الحكومة المركزية. التصريحات تشير إلى أن تحالف تأسيس يسعى لتكريس واقع سياسي جديد في السودان، يقوم على شرعية ميدانية ومساندة خارجية، في وقت تتزايد فيه الضغوط على السلطة المركزية من مختلف الأطراف. هذا التوجه يعكس ديناميكية جديدة في المشهد السوداني، حيث تتقاطع التحالفات العسكرية والسياسية مع الدعم الدولي في رسم ملامح المرحلة المقبلة.
دعوة للانحياز
في سياق خطابه، وجّه مكوار دعوة مباشرة لأبناء النوبة العاملين في صفوف الجيش السوداني، مطالبًا إياهم بالانحياز إلى ما وصفه بصوت الحق والثورة، والانضمام إلى قوات تحالف تأسيس من أجل مستقبل أفضل للإقليم وللسودان. هذه الدعوة تعكس محاولة واضحة لاستقطاب الكوادر العسكرية من داخل المؤسسة الرسمية، في إطار إعادة تشكيل موازين القوى داخل البلاد. كما تشير إلى تصاعد الخطاب التعبوي داخل الإقليم، الذي يسعى إلى تعزيز صفوف التحالف عبر تعبئة مجتمعية وعسكرية متزامنة. هذا التوجه يضع المؤسسة العسكرية أمام تحديات داخلية متزايدة، ويعكس حجم الانقسام السياسي الذي تشهده البلاد في ظل غياب توافق وطني شامل.
نداء إنساني
في ختام خطابه، طالب مكوار المنظمات الإنسانية العاملة في الإقليم بتكثيف جهودها استجابة للنداءات المتكررة من سكان كادقلي والدلنج، الذين طالبوا بإخلائهم إلى مناطق آمنة وتوفير المساعدات الضرورية لهم. كما جدد التزام حكومته بحماية المدنيين والعمل على بناء مؤسسات ديمقراطية حقيقية تحقق تطلعات الشعب. هذا النداء الإنساني يأتي في ظل تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في عدد من مناطق جنوب كردفان، ويعكس إدراك حكومة تأسيس لحجم التحديات الميدانية التي تواجهها. كما يعزز من خطابها السياسي الذي يربط بين الشرعية الثورية والمسؤولية الإنسانية، في محاولة لتقديم نموذج حكم بديل يوازن بين الأمن والخدمات والتنمية.