
في تطور ميداني يثير القلق بشأن أوضاع النازحين في شمال دارفور، أفاد أحد القيادات الأهلية في مخيم أبوشوك بمدينة الفاشر أن قوة تابعة لقوات الدعم السريع قامت يوم الأحد الماضي باقتياد نحو عشر نساء من مركز إيواء، وذلك عقب دخولها حي الفروسية الواقع في قلب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وأوضح إسماعيل آدم يعقوب، وهو أحد القيادات الأهلية في المخيم، في تصريح لموقع “دارفور24″، أن النساء تم اقتيادهن إلى مناطق خاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع شرق المدينة، دون أن تتوفر معلومات دقيقة عن مصيرهن حتى اللحظة.
يعقوب أشار إلى أن قوة من الجيش السوداني تدخلت لاحقاً وتمكنت من إحباط محاولة أخرى لاعتقال عدد إضافي من النساء بعد وصول عناصر الدعم السريع إلى مجمع النازحين، مؤكداً أن هناك نساء لا تزال في عداد المفقودات، ولم يتم التوصل إلى أي معلومات بشأن أماكن وجودهن أو ظروف احتجازهن. وفي السياق ذاته، أفاد مصدر عسكري لموقع “دارفور24” أن الجيش تصدى لمحاولة اعتقال عدد من النازحين، بينهم نساء، صباح الأحد الماضي في حي الفروسية، وتمكن من منع تنفيذ العملية.
من جانبه، كشف أحد المواطنين الذين تم إطلاق سراحهم مؤخراً مقابل دفع فدية مالية، في حديثه لـ”دارفور24″، أن هناك عشرات المختطفين، من بينهم نساء، محتجزون حالياً في سجون تابعة لقوات الدعم السريع شرق مدينة الفاشر، وينتظرون الإفراج عنهم مقابل مبالغ مالية يتم التفاوض بشأنها. هذه الإفادات تعكس واقعاً مأساوياً يعيشه المدنيون في مناطق النزاع، حيث تتحول عمليات الاعتقال إلى وسيلة ضغط مالي وإنساني على الأسر النازحة.
وفي تصريحات سابقة أدلى بها عدد من رموز الإدارة الأهلية في مخيم أبوشوك، أكدوا أن قوات الدعم السريع نفذت حملة اعتقالات واسعة خلال شهر أغسطس الماضي، بالتزامن مع توغلها في المخيم، حيث تم اعتقال أكثر من خمسين نازحاً، غالبيتهم من النساء والأطفال، دون توضيح رسمي من الجهات المعنية بشأن أسباب الاعتقال أو الإجراءات القانونية المتبعة. هذه التطورات الميدانية تضع علامات استفهام كبيرة حول الوضع الإنساني في المخيمات، وتثير مخاوف متزايدة بشأن سلامة المدنيين في ظل استمرار التوترات الأمنية في الإقليم.