Published On 2/9/2025
|
آخر تحديث: 09:52 (توقيت مكة)
استخدم فريق من جامعة ميزوري الأميركية صور الأشعة تحت الحمراء من مرصد “جيمس ويب” الفضائي، محدّدا نحو 300 جرم شديد السطوع باعتبارها مرشّحات لمجرات مبكرة جدا.
إن تأكدت نسبة معتبرة من هذه الأجرام، فقد يحتاج الفيزيائيون إلى إعادة ضبط نظرياتهم عن سرعة تشكل المجرات بعد الانفجار العظيم، إذ يُعتقد أن هذه المجرة نشأت قبل نحو 300 مليون سنة من الانفجار العظيم، وهي فترة أقصر بكثير من أن تكفي لبناء مجرات كاملة مشرقة.

المجرات الأولى
فالمجرّات الأولى يُفترَض أن تكون صغيرة وخافتة لأن تكاثر النجوم وبناء الكتلة يستغرق وقتًا، ومن ثم فوجود مجرات لامعة إلى حد كبير بكثرة، قد يعني كفاءة أعلى في تشكل النجوم مما تفترضه النظريات الحالية.
ويقول هاوجينج يان، أستاذ علم الفلك في كلية الآداب والعلوم بجامعة ميزوري والمؤلف المشارك في الدراسة: “هذه الأجرام الغامضة مرشحة لتكون مجرات في بدايات الكون، ما يعني أنها قد تكون مجرات مبكرة جدًا”، حسب تصريح حصلت الجزيرة نت على نسخة منه.
ويضيف: “إذا اتضح أن بعض هذه الأجرام هو ما نعتقده، فإن اكتشافنا قد يتحدى الأفكار السائدة حول كيفية تشكل المجرات في بدايات الكون- وهي الفترة التي بدأت فيها النجوم والمجرات الأولى بالتشكّل”.

فيزياء جديدة
وحسب الدراسة، التي نشرها الباحثون في دورية “ذي أستروفيزكال جورنال” يوم 31 أغسطس/آب المنصرم، انطلق الباحثون من صور جيمس ويب العميقة عبر كاميرتي “نيركام” التي تلتقط صورا في نطاق الأشعة تحت الحمراء القريبة و”ميري” التي تلتقط صورا في نطاق الأشعة تحت الحمراء المتوسطة.
بعد ذلك، كانت التقنية الأساسية هي طريقة “الاختفاء”، إذ يظهر الجرم في المرشّحات الحمراء، لكنه يختفي في الزرقاء، بسبب ما يسمّى انقطاع لايمان، هذه البصمة ترفع احتمالية أن يكون الجرم شديد البُعد وزمنه قريبًا من فجر الكون.
حاليا، يوجد جرم واحد مؤكَّد طيفيًا ضمن العينة على أنه مجرّة مبكرة فعلًا، وهو ما يكشف عن احتمالات كبيرة نسبيا بوجود مجرات أخرى، لكن هناك حاجة إلى مزيد من التأكيدات.
إن ثبت وجود نسبة معتبرة من هذه الأجسام في أزمنة مبكرة جدًا، فذلك يلمّح إلى واحد من احتمالين: فإما أن هناك انحيازات رصدية يغفلها العلماء، أو أن هناك فيزياء مفقودة في وصف العلماء لولادة المجرّات.