Published On 28/8/2025
|
آخر تحديث: 08:57 (توقيت مكة)
كشفت دراسة حديثة أن إزالة الغابات في المناطق الاستوائية أدت إلى وفاة أكثر من نصف مليون شخص خلال العقدين الماضيين نتيجة الأمراض المرتبطة بالحرارة.
وأوضح الباحثون في الدراسة أن عمليات قطع الأشجار وحرقها، والتي جرت بشكل واسع خصوصا في غابات الأمازون والكونغو وجنوب شرق آسيا، تسببت في تغييرات محلية كبيرة في المناخ، وأدت لزيادة درجات الحرارة.
وأشارت الدراسة إلى أن فقدان الغطاء الشجري أدى إلى تقليل الظل الطبيعي الذي يحمي التربة والكائنات الحية، وإلى تراجع معدلات هطول الأمطار التي تغذي النظم البيئية، كما زاد من مخاطر اندلاع الحرائق.
وأدت هذه العوامل مجتمعة إلى رفع درجات الحرارة بشكل مباشر في المناطق التي شهدت إزالة الغابات على نطاق واسع.
وبيّنت الدراسة أن إزالة الغابات مسؤولة عن أكثر من ثلث الارتفاع الحراري الذي يعاني منه سكان المناطق المتضررة، وهي تأثيرات تضاف إلى ظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن تغير المناخ.
وحسب البيانات التي أوردتها الدراسة، فقد عانى نحو 345 مليون شخص عبر المناطق المدارية من آثار هذا الاحترار المحلي بين عامي 2001 و2020.
ومن بين هؤلاء، تعرض 2.6 مليون شخص لمعدلات حرارة أعلى، بلغت في المتوسط 3 درجات مئوية فوق المعدلات الطبيعية التي كانت ستحدث لو لم يتم تدمير الغابات.
وكانت لهذه الظاهرة عواقب قاتلة في كثير من الحالات، إذ قدرت الدراسة أن الاحترار الناجم عن إزالة الغابات أدى إلى 28 ألفا و330 حالة وفاة سنويا على مدار الـ20 عاما الماضية.
وجاء نصف تلك الوفيات في جنوب شرق آسيا، بسبب الكثافة السكانية العالية، ومستويات الهشاشة الحرارية المرتفعة، بينما وقع نحو ثلثها في أفريقيا المدارية، وتوزع الباقي في أميركا الوسطى والجنوبية.
وأكد البروفيسور دومينيك سبراكلين، من جامعة ليدز وأحد المشاركين الرئيسيين في الدراسة أن الخلاصة الرئيسية للدراسة واضحة وهي أن “إزالة الغابات تقتل”.
وأشار إلى أن النقاش العالمي حول الغابات غالبا ما كان يتركز على دورها في التغير المناخي، أو في مجال الزراعة والموارد الطبيعية، بينما يتم تجاهل المخاطر المباشرة التي يتعرض لها السكان المحليون.
وشدد على أن الحفاظ على الغطاء الشجري له فوائد مزدوجة، فهو لا يحمي حياة السكان من موجات الحر فقط، بل يسهم أيضا في تحسين الإنتاج الزراعي.
وأكد أن الحفاظ على الغابات واقفة، يجعل الناس يعانون بدرجة أقل من الإجهاد الحراري، كما يستفيد المزارعون من ظروف مناخية أكثر استقرارا لإنتاج المحاصيل.
وشدد سبراكلين على أن الغابات تنظم درجات الحرارة، وتجلب الأمطار، وتدعم الزراعة التي يعتمد عليها ملايين البشر. فهي “ليست عاطلة عن العمل، بل هي أنظمة حية تعمل بجهد وتؤدي وظائف أساسية لبقاء البشر”.
وتغطي الغابات 31% من مساحة اليابسة، وتخزِّن ما يقدر بحوالي 296 غيغاطنا من الكربون، وهي موئل لغالبية التنوع البيولوجي البري في العالم، وتوفر فوائد اقتصادية وبيئية، وتعمل كدروع حيوية ضد الظروف الجوية القاسية، مثل العواصف والفيضانات.
وتشير بعض الدراسات إلى أنه يتم قطع 10 ملايين هكتار من الأشجار من أجل زراعة المحاصيل وزيادة الثروة الحيوانية، وتحدث نسبة 96% من إزالة الغابات في الغابات الاستوائية.