11/7/2025–|آخر تحديث: 05:24 (توقيت مكة)
احتفت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بسفيرتها للنوايا الحسنة مايا غزال، اللاجئة السورية التي أصبحت أول تحصل على شهادة تخولها قيادة طائرة تجارية سورية من خلفية لاجئة في العالم.
وتخرجت مايا بعد عقد من وصولها إلى المملكة المتحدة كلاجئة شابة، وحصلت رسميا على الشهادة التي تخولها قيادة طائرات بوينغ 737 كضابط ثان.
وصادفت مراسم تسليم الشهادة -في متحف “أيروسبيس بريستول” غرب إنجلترا- الذكرى العاشرة لوصول مايا إلى المملكة المتحدة لاجئة مراهقة.
ونشأت الشابة السورية في العاصمة دمشق، وقالت إنها لم تكن تتخيل أبدا كيف ستتغير سنواتها التكوينية.
وقالت في كلمة بالمناسبة “كنت أعيش في سوريا طفولة عادية. كانت لدي عائلة كبيرة والكثير من الأصدقاء، وكنت أحب بيتي وكنت فخورة ببلدي”.
وأضافت “ثم جاءت الحرب واضطررت لتغيير المدرسة 3 مرات لأن كل واحدة منها تعرضت للقصف”.
وبعدما أدرك والد مايا أن أسرته في خطر، سافر إلى أوروبا وحصل على صفة لاجئ بالمملكة المتحدة، مما سمح لمايا ووالدتها وإخوتها الصغار الالتحاق به من خلال برنامج لم شمل الأسر.
وزادت مايا قائلة “عندما وصلت إلى المملكة المتحدة، رفضتني العديد من المدارس لأنهم لم يعرفوا كيفية التعامل مع شهاداتي التعليمية السورية”.
واسترسلت موضحة أن شعورها بالملل والوحدة كان “مخيفا للغاية، وشعرت وكأن مستقبلي قد تبخر” قبل أن تضيف “لكن بعد شهور حصلت على مكان في إحدى الكليات”.
وتابعت “كنت ذات يوم مع أمي قرب مطار هيثرو، فشدّني منظر الطائرات وهي تقلع وتهبط. أردت فقط أن أجلس وأراقبها طوال اليوم. وعندها قررت أنني أريد أن أصبح طيّارة”.
وبالنسبة لأي شاب أو شابة فإن التدريب على الطيران مسار شاق وتنافسي، إذ إن 5% فقط من طياري العالم من النساء، وأبرزت أنه قيل لها “لا يمكنكِ فعل ذلك لكنني أردت أن أثبت العكس”.
وواصلت اللاجئة الشابة التحدي وتعلمت الإنجليزية، ثم حصلت على شهادة جامعية في هندسة الطيران، وعام 2023 تم اختيارها للانضمام إلى برنامج تدريب مكثف لمدة 19 شهرا للمتدربين بشركة “تي يو آي” للطيران.
وأفادت بأن المرونة أساسي في تدريب الطيّارين، وأضافت “كانت هناك صعوبات، لكن من الرائع أن تكون في قمرة القيادة” معتبرة أن اللحظة التي تتحكم فيها بالطائرة تعني أنك تتحكم في مسارك.
يُذكر أن مايا عُيّنت سفيرة للنوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عام 2021، واستخدمت صوتها منذ ذلك الحين للدعوة إلى تأمين مسارات قانونية آمنة وتعليمٍ للاجئين، وهي ترى أن جناحيها يمثلان “رمزا للأمل وتذكيرا بضرورة الاستمرار في دعم الآخرين”.