أفادت مصادر متطابقة وشهود عيان من مدينة الطينة الحدودية مع تشاد، الواقعة على بُعد نحو 400 كيلومتر شمال غرب الفاشر في شمال دارفور، أن المستشفى الريفي في المدينة ما يزال مغلقاً بالكامل منذ أكثر من أسبوعين، عقب اقتحامه من قبل مسلحين وتهديد الكوادر الطبية، الأمر الذي أدى إلى توقف الخدمات الصحية بشكل كامل.
اقتحام المستشفى
ذكر مصدر طبي كان يعمل في المستشفى وغادر لاحقاً إلى دولة تشاد أن الإغلاق بدأ منذ الأسبوع الثاني بعد اقتحام مسلحين يتبعون لحركة التحالف السوداني للمستشفى، وذلك عقب مقتل وإصابة العشرات في قصف جوي بطائرة مسيّرة استهدف مركز تدريب. وأوضح أن الجرحى الذين تم إجلاؤهم إلى المستشفى واجهوا تدخلاً مباشراً من المسلحين في عمل الأطباء والكوادر الصحية، حيث افتُعلت مشكلات معهم، ما دفع الأطباء إلى اتخاذ قرار بإغلاق المستشفى بالكامل ومغادرة المدينة.
انتقال الكوادر
أشار المصدر إلى أن الأطباء الذين غادروا الطينة فتحوا عدداً من العيادات الخارجية في مدينة الطينة التشادية، فيما يعمل طاقم التمريض حالياً في مستشفى مبروكة داخل الأراضي التشادية. وأضاف أن جميع الأدوية والأجهزة الطبية ما زالت داخل المستشفى المغلق، وكانت تُستخدم سابقاً لتقديم الخدمات الصحية لسكان الطينة وكرنوي وقرى ومناطق أمبرو، إضافة إلى سكان المناطق الحدودية في دولة تشاد المجاورة، ما يبرز حجم الفراغ الصحي الذي خلفه الإغلاق.
اعتداءات متكررة
مصدر عسكري في الجيش السوداني بمدينة الطينة أكد بدوره أن المستشفى أُغلق من قبل الأطباء بعد تزايد حالات الاعتداء عليهم. وأوضح أن المستشفى الوحيد في المدينة توقف عن العمل بشكل كامل، مما اضطر المواطنين إلى مغادرة الطينة نحو تشاد للحصول على الخدمات الطبية، رغم المناشدات المتكررة التي وُجهت للأطباء للعودة إلى ممارسة عملهم وتوفير ضمانات لحمايتهم من الاعتداءات.
هذا الوضع يعكس أزمة صحية وإنسانية متفاقمة في مدينة الطينة، حيث أدى الإغلاق الكامل للمستشفى الوحيد إلى حرمان السكان من الخدمات الطبية الأساسية، ودفعهم إلى البحث عن بدائل عبر الحدود في ظل استمرار التوترات الأمنية.
