اعتبر نائب المديرة التنفيذية ومدير العمليات اليومية لبرنامج الأغذية العالمي، كارل سكاو، أن جولته الأخيرة في السودان، والتي امتدت من بورتسودان إلى الخرطوم، شكلت فرصة مباشرة لتقييم الاحتياجات الميدانية ومتابعة الاستجابة الإنسانية على الأرض، بما يضمن وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر حاجة دون تأخير.
أكد سكاو خلال زيارته أهمية الحوارات المثمرة والبناءة مع الحكومة السودانية والسلطات المحلية والمجتمعات في مختلف أنحاء البلاد، مشدداً على ضرورة الاستماع لمتطلبات السكان ومناقشة ما يمكن أن يقدمه البرنامج لتلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة. وأوضح أن هذه اللقاءات ساعدت في تعزيز التنسيق مع الجهات الرسمية والمجتمعية، بما يساهم في تحسين آليات الاستجابة وتوسيع نطاق الدعم المقدم للمدنيين المتضررين من النزاع.
وفي سلسلة تغريدات نشرها على منصة (X)، أعرب سكاو عن تقديره الكبير لإنجازات فرق برنامج الأغذية العالمي في جميع الاجتماعات التي عقدها، لكنه في الوقت ذاته أبدى غضبه من الفظائع التي شهدتها مدينة الفاشر. وأكد أن هذه الانتهاكات كانت متوقعة وكان ينبغي منعها، محذراً من ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لتفادي كوارث مماثلة في مناطق أخرى، بما في ذلك مدينة كادقلي، مشدداً على أن حماية المدنيين تمثل أولوية قصوى في عمل البرنامج.
سكاو شدد على أن إنهاء الحصار المفروض على بعض المناطق أصبح أمراً حيوياً لتمكين البرنامج من مكافحة المجاعة، موضحاً أن الاحتياجات الإنسانية في السودان هائلة ومتنوعة. وأكد استمرار التعاون مع منسقي الأمم المتحدة ومنظمة الهجرة الدولية لتقديم دعم إضافي يهدف إلى إنقاذ الأرواح واستعادة سبل العيش والكرامة، مع الإشارة إلى الحاجة الملحة لتمويل إضافي لتحقيق هذه الأهداف في ظل الظروف الراهنة.
وأشار سكاو إلى أن الأسبوع الذي قضاه في السفر عبر السودان كان فرصة لتقييم شامل للاحتياجات الميدانية ومتابعة الاستجابة الإنسانية بشكل مباشر، مؤكداً أن الهدف الأساسي يتمثل في ضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين دون أي عوائق أو تأخير. وأوضح أن هذه الجولة الميدانية عززت فهمه لطبيعة التحديات التي تواجه فرق البرنامج في مختلف المناطق السودانية.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 تصعيداً واسعاً في النزاع بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ما تسبب في نزوح مئات الآلاف من المدنيين وتدمير البنية التحتية الأساسية وارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي. هذه الأوضاع أدت إلى أزمة إنسانية متفاقمة، مع انتشار الجوع ونقص حاد في المياه والخدمات الصحية والتعليمية، وهو ما يضع ملايين السكان في حالة هشاشة قصوى ويجعل الاستجابة الإنسانية العاجلة ضرورة لا تحتمل التأجيل.
