في تطور ميداني جديد يعكس تصاعد الهجمات على البنية التحتية الحيوية في السودان، شهدت الولاية الشمالية انقطاعاً كاملاً للتيار الكهربائي صباح الخميس، نتيجة أضرار لحقت بمحولات رئيسية إثر استهداف جوي بطائرات مسيّرة طال منشآت استراتيجية في مدينة مروي ومحيطها.
أعلنت شركة كهرباء السودان أن عدداً من محليات الولاية الشمالية تعرض لانقطاع كامل في التيار الكهربائي صباح الخميس 13 نوفمبر 2025، نتيجة عطل فني كبير أصاب المحولات الرئيسية المغذية للمنطقة. وأوضحت الشركة في بيان صحفي أن العطل نجم عن آثار جانبية لاستهداف طال أحد الخزانات والمحطة التحويلية التي تغذي الخط الرئيسي، ما أدى إلى توقف الإمداد الكهربائي عن عدة مناطق. وأكدت الشركة أن الفرق الفنية باشرت عمليات الفحص الهندسي لتحديد حجم الأضرار وتقييم الاحتياجات اللازمة لتنفيذ الإصلاحات الطارئة، مشيرة إلى أن أعمال الصيانة مستمرة على مدار الساعة لإعادة التيار في أقرب وقت ممكن.
تزامن الانقطاع الكهربائي مع هجوم جوي نفذته طائرات مسيّرة صباح الخميس، استهدف مواقع عسكرية ومدنية في الولاية الشمالية، من بينها مقر قيادة الفرقة 19 مشاة ومطار مروي وسد مروي. وأكدت قيادة الفرقة في بيان رسمي أن الدفاعات الأرضية تصدت للهجوم، وتمكنت من إسقاط عدد من الطائرات المسيّرة قبل وصولها إلى أهدافها. وأفادت مصادر محلية بأن الهجوم شمل أيضاً مناطق كريمة ودنقلا والدبة، حيث سُمع دوي المضادات الأرضية في ساعات الفجر الأولى، فيما أُصيب عدد من المنشآت الحيوية، بينها محطة الغزالي في كريمة، ما تسبب في أضرار مادية وانقطاع إضافي للتيار الكهربائي.
أكدت قيادة الفرقة 19 مشاة في مروي استعدادها الكامل للتصدي لأي تهديدات تستهدف الولاية الشمالية، مشيرة إلى أن الهجوم الأخير نفذته ما وصفتها بـ”مليشيا الدعم السريع المتمردة” باستخدام طائرات مسيّرة انتحارية. وأوضحت القيادة أن الهجوم كان موجهاً نحو مقر الفرقة والمطار والسد، إلا أن الدفاعات الأرضية تمكنت من إسقاط جميع الطائرات قبل أن تحقق أهدافها. ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة من العمليات الجوية التي استهدفت سد مروي ومحطة الكهرباء خلال الأشهر الثلاثة الماضية، حيث تعرض السد لأكثر من أربع هجمات، ما جعله من أكثر المنشآت الحيوية تعرضاً للاستهداف في شمال السودان.
أدى الهجوم الأخير إلى انقطاع الكهرباء في عدد من مناطق الولاية الشمالية، بما في ذلك مروي وكريمة، وفقاً لشهادات سكان محليين أكدوا توقف التيار عقب القصف الجوي. وتُعد هذه المناطق من أبرز مراكز الإمداد الكهربائي في شمال السودان، ما يجعل استهدافها مؤثراً على نطاق واسع. كما تسبب الهجوم في تعطيل مصالح المواطنين، وسط ظروف أمنية وإنسانية متدهورة. وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الأسبوع الماضي موافقتها على هدنة إنسانية اقترحتها المجموعة الرباعية الدولية، التي تضم مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، لكنها واصلت هجماتها على مدن خاضعة لسيطرة الجيش، من بينها الخرطوم وعطبرة والدمازين وكوستي وبابنوسة.
المصدر من هنا
