في إطار تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى إعادة تنشيط المسار السياسي في السودان، كشفت مصادر سودانية لقناة الشرق أن وزير الخارجية المصري سيجري زيارة رسمية إلى مدينة بورتسودان الثلاثاء، حاملاً رسالة من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، تتعلق بالمبادرة الأميركية الرامية إلى إنهاء النزاع المستمر منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش وقوات الدعم السريع.
رسالة رئاسية
أفادت مصادر دبلوماسية سودانية أن وزير الخارجية المصري سيصل إلى مدينة بورتسودان في زيارة رسمية يلتقي خلالها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني. وأوضحت المصادر أن الوزير يحمل رسالة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالمبادرة الأميركية التي تهدف إلى استئناف العملية السياسية في السودان، ووقف الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع. وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود إقليمية ودولية متواصلة للبحث عن تسوية سلمية للأزمة السودانية، وسط تصاعد الضغوط الغربية والأممية لدفع الأطراف المتحاربة نحو وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات مباشرة.
تحركات دولية
تأتي زيارة الوزير المصري في وقت تعمل فيه الولايات المتحدة وعدد من الدول على إعادة إحياء مسار جدة التفاوضي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وهو المسار الذي تعثر مرارًا بسبب تصاعد العمليات العسكرية وتباعد المواقف بين الطرفين. وتُعد هذه التحركات جزءًا من جهود دولية متزايدة تهدف إلى كسر الجمود السياسي والعسكري الذي يعيق الوصول إلى اتفاق شامل ينهي النزاع ويعيد الاستقرار إلى البلاد. وتُعزز هذه المبادرات من أهمية الدور المصري في التنسيق الإقليمي، خاصة في ظل علاقاتها التاريخية مع السودان وموقعها الجغرافي المؤثر في أمن المنطقة.
مبادرة القاهرة
سبق أن طرحت القاهرة مبادرة لحل الأزمة السودانية، هدفت إلى توحيد الجهود الإقليمية ووقف القتال عبر حوار سوداني–سوداني، إلا أن تلك المبادرة لم تحقق تقدمًا ملموسًا بسبب الخلافات حول آليات التنفيذ والتنسيق مع المساعي الأميركية والسعودية. وتُعد زيارة وزير الخارجية المصري إلى بورتسودان محاولة جديدة لإعادة ربط المسارات الدبلوماسية، وتقديم رؤية متكاملة تدعم جهود وقف الحرب، في ظل تعقيدات ميدانية وسياسية متزايدة. وتُبرز هذه الخطوة أهمية التنسيق بين المبادرات الإقليمية والدولية لضمان فعالية أي مسار تفاوضي محتمل، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية وتدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع.
