في خطاب عسكري حمل رسائل سياسية وأمنية متزامنة، أكد الفريق أول ركن ياسر العطا، عضو مجلس السيادة ومساعد القائد العام للقوات المسلحة وقائد القيادة الجوالة، أن القوات المسلحة السودانية لا تسعى إلى الحرب، بل تعمل من أجل أمن الوطن وسلامة مواطنيه، مشددًا على أن طريق السلام يمر عبر حسم التهديدات واستعادة الاستقرار في كافة أنحاء البلاد.
مواجهة التهديدات
خلال مخاطبته الضباط وضباط الصف والجنود في سلاح المدرعات والقوات المشتركة، أشار الفريق أول ركن ياسر العطا إلى وجود تآمر من قوى إقليمية ودولية يستهدف نهب موارد القارة الإفريقية وتقاسم النفوذ فيها. وأوضح أن هذا التآمر يتجسد في دعم مالي وتسليحي وتجنيد مرتزقة، لكنه أكد أن عزيمة الشباب السوداني وإيمانهم، إلى جانب وحدة المؤسسة العسكرية، كفيلة بإفشال هذه المخططات. وأضاف أن القوات المسلحة ستواصل تحركها بشجاعة وإصرار حتى تصل إلى كل مواطن وتوفر له الأمان، مشيرًا إلى متابعته الشخصية لسير العمليات حتى الوصول إلى مناطق دارفور، بما في ذلك الطينة، كلبس، جرجيرة، الجنينة، وأم دخن، وغيرها من المناطق التي تشهد عمليات ميدانية.
استجابة وطنية
أوضح العطا أن ما تقوم به القوات المسلحة هو تنفيذ مباشر لإرادة الشعب السوداني ومؤسسته العسكرية بكافة فصائلها وقواتها المقاتلة. وتأتي تصريحاته بعد إعادة إسناد مهمة القيادة الجوالة إليه، وهي المهمة التي كان قد تم إعفاؤه منها في وقت سابق ضمن ترتيبات داخلية أجراها القائد العام للقوات المسلحة. وقد تزامنت تلك الترتيبات مع ما يشبه الهدنة غير المعلنة عقب تحرير الخرطوم، وشملت عزل عدد كبير من الضباط الذين كان لهم دور بارز في تثبيت مواقع الجيش داخل العاصمة، لا سيما في سلاح المدرعات وسلاح الإشارة وسلاح المهندسين وسلاح الأسلحة بمنطقة الكدرو. وأكد العطا أن هذه المرحلة تتطلب تماسكًا مؤسسيًا واستجابة ميدانية دقيقة لمتطلبات الأمن القومي.
رمزية الجيش
جاءت تصريحات الاخيرة بعد يوم من تصريحات اخرى , ففي كلمة ألقاها خلال احتفال بتخريج دفعة جديدة من قوات سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة، قال الفريق أول ركن ياسر العطا إن “رباعية الجيش” تتجسد في الحروف الأربعة لكلمة “بل بس”، في إشارة رمزية إلى تماسك المؤسسة العسكرية. وأضاف أن هذه العبارة تعكس فلسفة الانضباط والالتزام داخل القوات المسلحة، وتؤكد على وحدة القرار العسكري في مواجهة التحديات. وتأتي هذه التصريحات في سياق سعي القيادة العسكرية إلى تعزيز الروح المعنوية داخل صفوف الجيش، وتأكيد التزامه الكامل بحماية الوطن ومؤسساته.
