في ظل تصاعد الأزمات الصحية الناتجة عن الحرب المستمرة في السودان، سجلت ولاية جنوب دارفور ثلاث حالات إصابة جديدة بحمى الضنك، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 48 حالة، فيما بلغ عدد المصابين بالكوليرا 5915 حالة منذ مايو الماضي، وسط تحذيرات دولية من انهيار شبه كامل للنظام الصحي في البلاد.
حالات جديدة
أعلنت الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الأوبئة بوزارة الصحة في ولاية جنوب دارفور، يوم السبت، عن تسجيل ثلاث حالات إصابة جديدة بحمى الضنك في أحياء كرري والوادي بمدينة نيالا. ووفقًا للتقرير الوبائي الصادر عن الوزارة، فإن إجمالي الإصابات بالمرض ارتفع إلى 48 حالة منذ تسجيل أول حالة في 21 أكتوبر الماضي. وتوزعت الحالات على 26 إصابة في نيالا شمال، و19 إصابة في بلدية نيالا، بالإضافة إلى حالة واحدة في محلية الملم. ويأتي هذا التصاعد في الإصابات في وقت تشهد فيه مناطق واسعة من السودان انتشارًا مقلقًا للوباء، خاصة في إقليم دارفور، الذي يعاني من تدهور حاد في الخدمات الصحية نتيجة النزاع المسلح المستمر بين الجيش وقوات الدعم السريع.
انتشار الكوليرا
فيما يتعلق بوباء الكوليرا، أفادت الإدارة العامة للطوارئ الصحية بعدم تسجيل أي حالات جديدة يوم السبت، إلا أن الحصيلة الإجمالية للإصابات في ولاية جنوب دارفور بلغت 5915 حالة، منها 275 حالة وفاة، منذ تسجيل أول إصابة في 27 مايو 2025. وتوزعت هذه الحالات على ثلاث عشرة محلية داخل الولاية، ما يعكس اتساع نطاق انتشار المرض. وتنتقل الكوليرا عبر المياه الملوثة، وتزداد خطورتها في المناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية، وهو ما ينطبق على غالبية مناطق دارفور التي تواجه تحديات كبيرة في توفير مياه الشرب النقية وخدمات الصرف الصحي.
تحديات ميدانية
أكدت المنسقية العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين أن المنظمات الإنسانية والمتطوعين المحليين وغرف الطوارئ والسلطات الصحية في إقليم دارفور تبذل جهودًا كبيرة لمكافحة انتشار الأمراض، إلا أن هذه الجهود تواجه صعوبات متزايدة بسبب ارتفاع معدلات الإصابة، إلى جانب انتشار الملاريا وسوء تغذية الأطفال. وأشارت المنسقية إلى أن الوضع الصحي في الإقليم يتطلب تدخلًا عاجلًا، خاصة في ظل محدودية الموارد الطبية وانهيار سلاسل الإمداد، ما يعيق عمليات الاستجابة السريعة ويزيد من معاناة السكان.
تحذير أممي
في أكتوبر الماضي، أصدر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) تحذيرًا من أن تفشي الكوليرا في السودان تسبب في أكثر من ثلاثة آلاف حالة وفاة، إلى جانب 120 ألف إصابة، في ظل انهيار شبه كامل للنظام الصحي. وأكد المكتب أن نحو 75% من المرافق الصحية في البلاد خرجت عن الخدمة نتيجة النزاع المستمر بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، ما جعل السودان عاجزًا عن احتواء انتشار الأمراض الوبائية. ويأتي هذا التحذير في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى دعم دولي واسع النطاق لإعادة تأهيل القطاع الصحي وضمان استمرارية الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة.
