هيام البشري: المبادرة الرباعية تمثل المسار الوحيد لوقف الحرب في السودان وسط تصاعد الانتهاكات
في ظل استمرار التصعيد العسكري وتفاقم الأزمة الإنسانية في السودان، أكدت القيادية في تحالف “صمود”، هيام البشري، أن رفض الأطراف المتحاربة لمقترح الهدنة المطروح من قبل المبادرة الرباعية الدولية يعمّق الكارثة، مشددة على أن الحل السياسي التفاوضي هو السبيل الوحيد لإنهاء الحرب، استنادًا إلى تجارب السودان التاريخية مع النزاعات المسلحة.
تصعيد ميداني
أوضحت هيام البشري، في مقابلة من العاصمة الأوغندية كمبالا لقناة العربية رصدها موقع اخبار السودان، أن التصعيد العسكري المتواصل من قبل الأطراف المتصارعة في السودان يشكل تهديدًا بالغًا للشعب السوداني، ويؤكد بشكل يومي أن الحلول العسكرية لا يمكن أن تمثل مخرجًا نهائيًا للأزمة. واستعرضت البشري تجارب السودان السابقة في الحروب، بدءًا من النزاع في جنوب السودان، مرورًا بحرب دارفور، والنيل الأزرق، وصولًا إلى بردفان، مشيرة إلى أن جميع تلك الحروب انتهت باتفاقيات سلام عبر طاولات التفاوض، وليس عبر الحسم العسكري. وشددت على أن الإصرار على رفض الحلول السلمية المتفاوض عليها سيؤدي إلى استمرار القتل والانتهاكات، ويعمّق المأساة الإنسانية التي يعيشها المدنيون.
أساس المبادرة
أكدت البشري أن القبول بمقترح المبادرة الرباعية، الذي يدعو إلى هدنة إنسانية ووقف إطلاق النار وفتح المسارات الإنسانية، يمثل الأساس الذي يجب أن تُبنى عليه أي عملية سياسية مستقبلية. واعتبرت أن هذا المسار هو الوحيد القادر على وقف النزيف المستمر، وتوفير بيئة آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى المتضررين. وأشارت إلى أن استمرار رفض هذا المقترح من قبل الأطراف المتحاربة يعكس غياب الإرادة السياسية، ويضع المدنيين في مواجهة مباشرة مع تداعيات الحرب، دون أي حماية أو ضمانات.
مسؤولية مشتركة
حمّلت البشري الأطراف المتحاربة المسؤولية الكاملة عن استمرار الحرب والانتهاكات التي تجاوزت الألف يوم، مؤكدة أن معاناة السودانيين، وخاصة النساء والأطفال، تتفاقم يومًا بعد يوم. وأشارت إلى أن الانتهاكات التي ارتُكبت بحق المدنيين العزل خلال هذه الحرب موثقة ومستمرة، ما يستدعي تحركًا عاجلًا من القوى المدنية. ودعت البشري جميع القوى المدنية المناهضة للحرب إلى تكثيف جهودها وتنسيق مواقفها، من أجل رفع الصوت المدني المستند إلى مبادئ ثورة ديسمبر، التي استطاعت في وقت سابق أن توحد الإرادة الشعبية وتسقط النظام السابق.
توحيد الجهود
شددت البشري على أهمية توحيد الجهود المدنية، المحلية والدولية، من أجل الضغط على الأطراف المتحاربة للقبول بالحل السلمي. وأكدت أن تحالف “صمود” يواصل طرح رؤيته السياسية لإنهاء الحرب، ويتواصل مع جميع الأطراف المعنية، رغم عدم انتمائه لأي من الجبهات العسكرية. وأوضحت أن التحالف يعمل كطرف مدني مستقل، يسعى إلى حماية المدنيين وفتح المسارات الإنسانية، ويشارك في التنسيق مع القوى المدنية الأخرى على مختلف المستويات، بما في ذلك الدبلوماسية والدينية، لدعم مسار السلام.
الإرادة الوطنية
اعتبرت البشري أن الإرادة الوطنية الحرة هي المخرج الوحيد من الأزمة الحالية، مشيرة إلى أن توحيد الشعب السوداني حول رفض الحرب سيشكل ضغطًا فعليًا على الأطراف المتصارعة. ودعت إلى تفعيل هذه الإرادة الشعبية من أجل فرض وقف إطلاق النار، والقبول بالهدنة الإنسانية، بما يتيح وصول المساعدات إلى المتضررين. وأكدت أن الشعب السوداني يعاني منذ اندلاع الحرب، ولا يزال يواجه تداعيات التصعيد العسكري، في ظل غياب أي مؤشرات على الحسم أو الانتصار. وشددت على أن الحل لا يمكن أن يأتي عبر البنادق، بل عبر الحوار والتفاوض، داعية إلى دعم كل المنابر التي تسعى إلى وقف الحرب، بما في ذلك المبادرة الرباعية، التي اعتبرتها المرتكز الأساسي لأي عملية سلام مستقبلية.
