خاص – الجنيه السوداني يواجه ضغوطًا غير مسبوقة وسط تصاعد المضاربات وتوقعات بانهيار نقدي شامل، في ظل استمرار الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثالث، وتراجع حاد في مؤشرات الثقة بالعملة الوطنية. صباح اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025، سجل الجنيه السوداني مستويات قياسية من الانخفاض مقابل العملات الأجنبية، وسط مؤشرات على انفجار محتمل في أسعار الصرف مع اقتراب موسم الاستيراد الرمضاني.
انهيار السوق
سجل الدولار الأمريكي في السوق الموازي بالسودان اليوم سعر بيع بلغ 3700 جنيه سوداني، فيما وصلت بعض التعاملات الفردية إلى 3800 جنيه لكل 100 دولار، مقارنة بسعر 560 جنيهًا ليلة اندلاع الحرب في أبريل 2023. هذا التدهور الحاد يعكس انخفاضًا بنسبة تجاوزت 560% خلال ثلاثين شهرًا فقط، ويؤكد على حجم الانهيار النقدي الذي يواجهه الاقتصاد السوداني. كما ارتفعت أسعار العملات الأجنبية الأخرى بشكل غير مسبوق، ما يعكس تصاعد المضاربات وتراجع الثقة في الجنيه السوداني كمخزن للقيمة أو وسيلة تداول.
تصريحات رسمية
في تصريحات متداولة لوزير المالية السوداني جبريل إبراهيم، أشار إلى أن الطلب الكبير على النقد الأجنبي وتوقف الصادرات بسبب الحرب هما السبب الرئيسي لتراجع الجنيه السوداني. وأضاف أن الحكومة تتوقع وصول سعر صرف الدولار إلى 10000 جنيه سوداني، لكنه نفى أن يكون الاقتصاد قد بلغ مرحلة الانهيار. هذه التصريحات جاءت مخالفة لتقارير دولية وصفت السودان بأنه دخل مرحلة “ما بعد العملة”، ما أدى إلى إشعال السوق الموازي مجددًا، وعودة المضاربات إلى الواجهة، وسط توقعات بأن يتجاوز الدولار حاجز 5000 جنيه مطلع العام المقبل، خاصة مع اقتراب شهر رمضان وزيادة الطلب على السلع المستوردة.
قرارات نقدية
في خطوة مفاجئة، أعلن بنك السودان المركزي عبر منشور السياسات رقم (2025/15) رفع الاحتكار عن استيراد المشتقات البترولية، وفتح المجال أمام جميع المصارف التجارية لتنفيذ عمليات الاستيراد. القرار اشترط تقديم خطاب عدم ممانعة وفاتورة مبدئية معتمدة من وزارة الطاقة والنفط، والتحقق من صحتها عبر البريد الإلكتروني، مع الالتزام بالإجراءات والضوابط ورفع تقارير شهرية للأسواق المالية. هذا التحول التنظيمي، الذي يهدف إلى تحرير السوق، قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الدولار في ظل ضعف الإنتاج المحلي، ما يعزز احتمالات موجة صعود جديدة في أسعار الصرف خلال الفترة المقبلة.
أزمة إنسانية
وفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز في أكتوبر الماضي، فإن السودان يواجه أكبر أزمة جوع في العالم، حيث يقترب نحو خمسة ملايين شخص من المجاعة، وسط انهيار الخدمات الأساسية وتوقف سلاسل الإمداد. كما أشار تقرير صادر عن صحيفة فايننشال تايمز إلى أن الحرب المستمرة في دارفور والخرطوم أفشلت جهود دولية لكسر الحصار، وأدت إلى شلل اقتصادي شامل. هذه المؤشرات تعزز من المخاوف بأن السودان يتجه نحو اقتصاد بلا عملة، حيث تُستخدم العملات الأجنبية كوسيلة تداول رئيسية في الأسواق المحلية، في ظل فقدان الثقة بالجنيه السوداني.
توقعات السوق
مع استمرار الحرب وتراجع الإنتاج المحلي، يتوقع خبراء اقتصاديون أن يتجاوز الدولار حاجز 5000 جنيه في السوق الموازي الربع الاول من عام 2026، خاصة مع دخول موسم الاستيراد الرمضاني وارتفاع الطلب على السلع الغذائية والدوائية واستمرار توجيه الميزانية للعتاد العسكري. وإذا لم يتم التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، فإن السودان قد يشهد انهيارًا نقديًا شاملًا، حيث تصبح العملة المحلية غير قابلة للتداول، وتتحول الأسواق إلى التعامل الكامل بالدولار والريال والدرهم، ما يضع البلاد أمام سيناريوهات اقتصادية غير مسبوقة في تاريخها الحديث.
أسعار بيع العملات مقابل الجنيه السوداني اليوم الخميس 06\11\2025م
| العملة | السعر بالجنيه السوداني |
|---|---|
| الدولار الأمريكي | 3700 هناك تعاملات تتجاوز 3800 |
| الريال السعودي | 986.666 |
| الجنيه المصري | 77.86195 |
| الدرهم الإماراتي | 1008.174 |
| اليورو | 4302.325 |
| الجنيه الإسترليني | 4933.3333 |
| الريال القطري | 1016.4835 |
متوسط اسعار العملات في السودان في السوق الموازي اليوم الخميس 06\11\2025م (وقت نشر الخبر)
تنويه \ نظرا لظروف الحرب لم تحدث غالبية البنوك الاسعار منذ 13 ابريل عدا بعضها ونقوم بالتحديث بشكل مباشر والاسعار في السوق الموازي متباينة وغير مستقرة وتختلف بنسبة كبيرة من تاجر لاخر
تنويه \ يختلف سعر الدولار وبقية اسعار العملات من تاجر الى اخر بفارق بسيط لذا يرجى الانتباه والاسعار قابلة للتغيير
