في ظل تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين في مدينة الفاشر ومناطق أخرى من السودان، شهدت الساحة الدولية تحركات دبلوماسية مكثفة، شملت إدانات رسمية، دعوات لوقف إطلاق النار، ومطالبات بعقد جلسات طارئة لمجلس الأمن، وسط تأكيدات على أن الحل السياسي هو المسار الوحيد لإنهاء النزاع.
إدانة إماراتية
أعربت دولة الإمارات العربية المتحدة عن إدانتها الشديدة للانتهاكات الإنسانية والجرائم المروعة التي ارتُكبت بحق المدنيين في مدينة الفاشر ومناطق أخرى من السودان، مؤكدة أن استهداف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية يمثل تصعيدًا خطيرًا وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني. وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية، شددت الإمارات على ضرورة اضطلاع الأطراف المتحاربة بمسؤولياتها الكاملة في حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وآمن، مؤكدة رفضها لاستغلال المعاناة الإنسانية لأغراض سياسية أو عسكرية. كما جددت دعمها الكامل للجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى فرض هدنة إنسانية فورية ووقف شامل لإطلاق النار، بما يتيح إيصال الإغاثة ويضع حدًا لمعاناة المدنيين المستمرة منذ اندلاع الحرب الأهلية.
دعم الرباعية
أكدت الإمارات ومصر تمسكهما بالبيان المشترك الصادر عن المجموعة الرباعية بشأن السودان، واعتبرته خطوة تاريخية في مسار إنهاء الأزمة. وأوضحت الإمارات أن البيان يقدم تشخيصًا دقيقًا لطبيعة النزاع ويرسم خريطة طريق واضحة تبدأ بهدنة إنسانية وتُفضي إلى عملية انتقال مدني للسلطة، مجددة التأكيد على أن لا حل عسكريًا للأزمة السودانية. من جانبه، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن خارطة الطريق التي طرحتها الرباعية تمثل الحل الوحيد للحرب، مشيرًا إلى أنها تدعو إلى هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أشهر، يليها وقف لإطلاق النار وتأسيس عملية سياسية شاملة لا تُقصي أحدًا وتؤدي إلى حكومة تمثل الجميع.
موقف أمريكي
أعلنت الولايات المتحدة، عبر المتحدثة باسم البيت الأبيض، انخراطها الجاد في الجهود الرامية إلى تحقيق حل سلمي للنزاع في السودان، مؤكدة التزامها بالعمل مع شركائها الدوليين، بما فيهم أعضاء الرباعية – مصر، السعودية، الإمارات – إضافة إلى أطراف أخرى، من أجل قيادة عملية سلام تفاوضية تُعالج الأزمة الإنسانية والتحديات السياسية طويلة الأمد. وفي السياق ذاته، قال السيناتور جريجوري ميكس، عضو لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس الأمريكي، إن الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في الفاشر تكشف حجم المخاطر الناجمة عن الدعم الخارجي للحرب، داعيًا الكونغرس إلى التحرك لوقف هذا الدعم ومساعدة السودان على تحقيق سلام دائم.
تحرك بريطاني
دعت بريطانيا، الأربعاء، إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة تطورات الصراع في السودان، في خطوة تعكس تصاعد القلق الدولي من تفاقم الأوضاع الإنسانية والأمنية. وأكد المبعوث البريطاني هيمش فولكنر أن بلاده ستواصل جهودها الدبلوماسية لإنهاء النزاع، مشددًا على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن حماية المدنيين ويعيد الاستقرار إلى البلاد.
جهود قطرية
عقد وزير الدولة بوزارة الخارجية القطرية، الدكتور محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي، اجتماعًا مع مسعد بولس، المبعوث الرئاسي وكبير مستشاري الرئيس الأمريكي لشؤون الدول الأفريقية، تناول فيه سبل إنهاء النزاع في السودان. وجدد الوزير القطري موقف بلاده الداعم لوحدة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه، مؤكدًا أن الحوار والوسائل السلمية تمثل الطريق الوحيد لإنهاء الحرب الأهلية. كما شدد على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار ودعم الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف المعاناة الإنسانية عن الشعب السوداني.
تحذير إريتري
قال الرئيس الإريتري أسياس أفورقي إن السودان مستهدف من قوى إقليمية وعالمية تسعى لزعزعة استقراره، مؤكدًا أن عدم استقرار السودان ينعكس على البحر الأحمر والقرن الأفريقي وأفريقيا بأكملها. وأوضح أن الحل يكمن في إزالة الأيادي الأجنبية والمؤامرات، مشددًا على أن وعي الشعب السوداني ودول المنطقة بهذه المخططات سيسرّع من التعاون الإقليمي لحل الأزمة.
موقف أسترالي
أعربت وزيرتا الخارجية والتنمية الوطنية الأستراليتان عن شعورهما بالفزع إزاء التقارير التي تفيد بوقوع عمليات قتل جماعي وعنف جنسي وهجمات متعمدة على المدنيين في مدينة الفاشر. وفي بيان مشترك، أدانت الحكومة الأسترالية الفظائع التي ارتكبتها قوات الدعم السريع، ودعت إلى وقف فوري للعنف وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. كما أعلنت تقديم عشرة ملايين دولار إضافية كمساعدات إنسانية لدعم المدنيين المتضررين في السودان.
