روما، 4 نوفمبر 2025 – قالت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إن أحدث تحليل لانعدام الأمن الغذائي أظهر تناقضات صارخة، حيث تحسن في المناطق التي هدأ فيها القتال، فيما استشرت المجاعة في المناطق المحاصرة والتي انقطعت عنها الإغاثة.
وأتاح استعادة سيطرة الجيش على ولايات الخرطوم والجزيرة وسنار وأجزاء من شمال كردفان فرصة لوصول الإغاثة واستئناف الأنشطة الزراعية والتجارية، مما أبعد خطر المجاعة عنها.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي واليونيسف، في بيان، إن “أحدث تحليل لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية في السودان يُظهر تناقضات صارخة على طول خطوط النزاع”.
وأشار البيان إلى أن الأمن الغذائي بدأ يتحسن في المناطق التي هدأ فيها العنف، مما أتاح وصول المساعدات الإنسانية وانتعاش الأسواق، فيما استشرت المجاعة في المناطق المتضررة من النزاع، والتي انقطعت عنها المساعدات الإنسانية إلى حد كبير أو خضعت للحصار.
وأرجع هذا التحسن إلى الاستقرار التدريجي منذ مايو 2025 في الخرطوم والجزيرة وسنار، حيث خفت حدة النزاع، وعادت العائلات إلى ديارها، وفتحت الأسواق، وتوفر وصول منتظم إلى الإمدادات التجارية والإنسانية، مشددًا على أن هذه المكاسب محدودة بعد أن دمر النزاع الاقتصاد والبنية التحتية.
وأفاد بأن النزاع في المناطق الغربية من السودان وصعوبة الوصول الشديدة يسهمان في تدهور حاد في معدلات الجوع وسوء التغذية.
وأعلن التصنيف المرحلي، وهو مرصد عالمي لقياس أزمات الجوع، الاثنين حدوث مجاعة في الفاشر وكادقلي وسط تحذيرات من تمددها إلى 20 منطقة إضافية في دارفور وكردفان، كما أفاد بأن 21.2 مليون سوداني يواجهون انعدام الأمن الغذائي بانخفاض قدره 4.3 مليون شخص عن آخر تحديث في نهاية العام السابق.
ودعا البيان إلى إنهاء الأعمال القتالية وتوفير الوصول الإنساني لمنع وقوع مزيد من الخسائر في الأرواح، إضافة إلى حماية سبل العيش.
وأبدى القلق من ارتفاع معدلات سوء التغذية الحاد، حيث تتراوح بين 38 إلى 75% في الفاشر، وتصل إلى 29% في كادقلي، وفقًا للتصنيف المرحلي المتكامل.
وذكر أن تفشي الكوليرا والملاريا والحصبة يستمر في الارتفاع في المناطق التي انهارت فيها أنظمة الصحة والمياه والصرف الصحي، مما يزيد من خطر الوفاة بين الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
وقال مدير إدارة الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الأغذية والزراعة، رين بولسن، إن المنظمة ملتزمة بدعم المحليات المحلية، حيث إن البذور والأدوات والماشية شريان حياة لملايين المزارعين والرعاة السودانيين.
وأضاف: “إن استعادة القدرة على الوصول وتمكين إنتاج الغذاء محليًا أمران أساسيان لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش”.
وذكرت مديرة عمليات الطوارئ في اليونيسف، لوسيا إلمي، أن الجمع المميت بين الجوع والمرض والنزوح يُعرّض ملايين الأطفال للخطر.
وأوضحت أن الفتيات يتحملن العبء الأكبر، حيث يواجهن مخاطر متزايدة من سوء التغذية والعنف القائم على النوع الاجتماعي، ويُجبرن على ترك الدراسة.
وتابعت: “توفير الغذاء العلاجي والمياه النقية والأدوية الأساسية والخدمات الصحية يمكن أن يُنقذ الأرواح، ولكن فقط إذا استطعنا الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب”.
وظلت قوات الدعم السريع تمنع وصول الغذاء والأدوية إلى الفاشر منذ أبريل 2024، مما أدى إلى أزمة جوع واسعة أجبرت السكان على تناول علف الحيوانات، حيث تزامن الحصار الذي تفرضه مع هجمات انتهت بسيطرتها على المدينة في 26 أكتوبر المنصرم.
وتحاصر قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز الحلو مناطق عديدة في جنوب كردفان، منها كادقلي والدلنج، يدفع ثمنها المدنيون جوعًا ونقصًا حادًا في العلاج.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
