في سياق تصاعد الأحداث في مدينة الفاشر، اعتبر وزير الخارجية السوداني، محي الدين سالم، أن ما تشهده المدينة من تطورات دامية قد أعاد تنشيط الضمير العالمي تجاه الحرب في السودان، مشيرًا إلى أن التفاعل الإنساني الصادق من غير السودانيين عبر الوسائط الإعلامية المختلفة يمثل دليلًا قويًا على اتساع دائرة التعاطف الدولي مع الأزمة السودانية.
موقف رسمي
خلال مراسم تأبين ناظر عموم قبائل الحمر، عبدالقادر منعم منصور، أدلى وزير الخارجية السوداني بتصريحات لافتة، أكد فيها أن صوت المعركة هو الأعلى في الوقت الراهن، مشددًا على ضرورة أن يقدم السودان نموذجًا للعالم في البطولة والدفاع عن الأرض على حد قوله . وجاءت هذه التصريحات في لحظة رمزية، حيث ارتبطت بتكريم شخصية قبلية بارزة رحلت في ظروف صحية صعبة، ما أضفى على الخطاب الرسمي بعدًا إنسانيًا وسياسيًا متداخلًا. وأشار الوزير إلى أن ما يُنشر من تعبيرات صادقة بشأن الحرب من قِبل غير السودانيين في مختلف دول العالم يعكس يقظة الضمير الإنساني تجاه ما يحدث في السودان، مؤكدًا أن هذه اللحظة تستدعي تماسكًا وطنيًا في مواجهة التحديات.
وفاة ناظر
في الخامس والعشرين من أكتوبر 2025، توفي الناظر عبدالقادر منعم منصور، ناظر عموم قبائل دار حمر، في مستشفى البشير المرجعي بمدينة النهود، بعد صراع طويل مع المرض، وسط ظروف صحية وخدمية متدهورة في المدينة الواقعة تحت سيطرة قوات الدعم السريع. وجاءت وفاته في وقت تعاني فيه النهود من نقص حاد في الخدمات الطبية، ما فاقم من حالته الصحية في أيامه الأخيرة. وكان الراحل من الشخصيات القبلية البارزة في الإقليم، وقد عُرف بمواقفه الثابتة وحرصه على البقاء في مدينته رغم التحديات الأمنية التي واجهتها المنطقة خلال السنوات الماضية، ما جعله يحظى باحترام واسع بين أبناء دار حمر وسكان المدينة.
إرث محلي
تميز الناظر عبدالقادر منعم منصور بموقفه الراسخ في البقاء داخل مدينة النهود، رغم الظروف الأمنية المعقدة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة. ورفض مغادرة المدينة في أحلك الظروف، مفضلًا أن يكون بين أهله ومجتمعه، وهو ما عزز من مكانته الرمزية لدى أبناء دار حمر وسكان النهود. وقد شكلت وفاته لحظة فارقة في المشهد المحلي، حيث ارتبطت برحيل شخصية تمثل امتدادًا تاريخيًا واجتماعيًا للقبائل في غرب السودان، في وقت تتصاعد فيه التحديات الأمنية والإنسانية في الإقليم.
