في تطور ميداني يعكس هشاشة الوضع الأمني في المناطق الحدودية بين السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، أفادت مصادر محلية بأن اثنين من التجار السودانيين فقدا حياتهما في منجم “أندها” إثر حادثة وقعت خلال تعامل مباشر مع عناصر من قوات “السليكا” المعروفة في أفريقيا الوسطى. ووفقاً لشهادة أحد التجار السودانيين الذين كانوا في الموقع، فإن الحادث بدأ عندما طالبت مجموعة مسلحة من القوات المذكورة التجار بدفع مبلغ مالي قدره خمسون ألف ريال لصالح مكتبهم العسكري، مقابل السماح لهم بمواصلة نشاطهم التجاري في المنطقة. وأوضح المصدر أن التوتر تصاعد بعد نقاش بين الطرفين، انتهى بقيام أحد العسكريين بإطلاق النار على التاجرين، ما أدى إلى وفاتهما في الحال، قبل أن يفرّ من الموقع ويتم توقيفه لاحقاً.
تأتي هذه الحادثة في سياق تصاعد التوترات الأمنية بين المكونات الاجتماعية في الشريط الحدودي داخل جمهورية أفريقيا الوسطى والقبائل العربية السودانية المجاورة، وهي توترات أدت خلال الأسابيع الماضية إلى سقوط عدد كبير من الضحايا ونزوح مئات المدنيين من أفريقيا الوسطى إلى داخل الأراضي السودانية. وتُعزى هذه التوترات إلى غياب التنسيق الأمني المشترك، وتداخل النفوذ القبلي والعسكري في مناطق التعدين والعبور الحدودي، ما يجعل المدنيين عرضة لمخاطر متكررة في ظل غياب آليات الحماية الفاعلة.
في محاولة لاحتواء التصعيد، أعلنت لجنة الوساطة التابعة لمحلية “أم دخن” بولاية جنوب دارفور الأسبوع الماضي عن نيتها تنظيم مؤتمر صلح أهلي في بلدة أم دافوق الواقعة داخل جمهورية أفريقيا الوسطى، بهدف تهدئة الأوضاع بين القبائل المتنازعة. إلا أن المؤتمر، الذي كان من المقرر أن يُعقد بحضور ممثلين عن الأطراف المحلية والدولية، تم تأجيله أكثر من مرة لأسباب تتعلق بالترتيبات اللوجستية والأمنية، بحسب ما أفادت به اللجنة المنظمة. ويُنظر إلى هذا المؤتمر باعتباره خطوة أولى نحو بناء الثقة بين المجتمعات المتجاورة، في ظل تصاعد الدعوات لإيجاد حلول مستدامة للنزاع الحدودي.
أكدت مصادر محلية لـ”دارفور24” أن وفد قبيلة التعايشة وصل بالفعل إلى مدينة أم دافوق السودانية، فيما وصلت الأطراف الأخرى إلى مدينة أم دافوق الأفريقية، حيث يُنتظر أن يُعقد المؤتمر بمشاركة الحكومة المحلية، وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إلى جانب وحدات من القوات الروسية المنتشرة في المنطقة. ويُعول على هذا اللقاء في تخفيف حدة التوترات، خاصة بعد سلسلة من الحوادث التي أثارت قلقاً واسعاً في الأوساط المحلية والدولية بشأن استقرار المنطقة الحدودية. ويُتوقع أن يناقش المؤتمر آليات التهدئة، وضمان سلامة المدنيين، وتفعيل التنسيق الأمني بين الأطراف المعنية.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا
