
رسالة تضامن
الجدل تصاعد بعد تداول رسالة مؤثرة كتبتها زميلتها أريج آدم محمد مضوي، تحدثت فيها عن أخلاق عائشة وانضباطها وتفوقها المستمر، مؤكدة براءتها من تهمة الغش. أريج، التي درست إلى جانب عائشة في مدارس الدكتور أبوذر الكودة، وصفتها بأنها طالبة هادئة ومهذبة، لم تتغيب يومًا عن الفصل رغم ظروفها الصحية، وكانت تحرز نسبًا لا تقل عن 95%. وأوضحت أن عائشة تعتمد على السمع بشكل كبير في الحصص، وتقرأ الكتب من مسافة قريبة جدًا لعينيها، لكنها لم تستسلم يومًا، بل كانت مرجعًا لزميلاتها في المواد الصعبة. وأعربت عن استغرابها من اتهامها بالغش في مادة بسيطة مقارنة بالكيمياء، التي حصلت فيها على نسبة 82%، مشيرة إلى أن خلفية عائشة الدينية وأخلاقها لا تتوافق إطلاقًا مع مثل هذا الاتهام.
شهادة المعلم
من جانبه، عبّر الأستاذ عماد ود الأمين، معلم مادة اللغة العربية للطالبة عائشة، عن صدمته الكبيرة من إعلان نتيجتها، مؤكدًا أنها من أكثر الطالبات اجتهادًا وتفوقًا رغم ضعف نظرها. وفي منشور على صفحته الشخصية بفيسبوك، قال إنه يعرف جيدًا مستواها في جميع المواد، وأنها كانت تتحلى بعزيمة استثنائية. وأضاف أن عائشة سبق أن أحرزت درجة 277 في الصف الثامن وتم تكريمها، كما أجرت معها قناة الهلال حوارًا خاصًا تقديرًا لتفوقها. وأكد أن اتهامها بالغش لا يتماشى مع شخصيتها، مشددًا على ثقته في نزاهة رئيس ورقة الأحياء، الذي وصفه بأنه شيخ جليل حافظ لكتاب الله، لكنه رجّح وجود خطأ أو سوء فهم في تقييم الحالة. وناشد وزارة التربية والتعليم بمراجعة النتيجة وإنصاف الطالبة، معتبرًا أن ما حدث لا يعكس مستوى عائشة الحقيقي ولا جهودها المتواصلة.
حملة دعم
رسالة أريج تحولت إلى نقطة انطلاق لحملة تضامن واسعة شارك فيها طلاب ومعلمون وأولياء أمور، طالبوا خلالها وزارة التربية والتعليم بولاية النيل الأبيض بفتح تحقيق عاجل في القضية، ومراجعة الإجراءات المتبعة في إجلاس الطلاب من ذوي الإعاقة أثناء الامتحانات. الحملة ركزت على ضرورة ضمان العدالة في تقييم الطلاب الذين يواجهون تحديات صحية، وتوفير بيئة امتحانية تراعي احتياجاتهم الخاصة، بما يضمن نزاهة العملية التعليمية ويحمي حقوقهم الأكاديمية.
سياق عام
تأتي هذه القضية في ظل ظروف استثنائية يعيشها السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل 2023، والتي أدت إلى تعطيل الدراسة في معظم الولايات، وأضعفت الرقابة على لجان الامتحانات والتصحيح. هذا الواقع الميداني ألقى بظلاله على العملية التعليمية، وزاد من القلق بشأن مدى عدالة ونزاهة تقييم الطلاب، خاصة في ظل غياب الرقابة المركزية وتشتت المؤسسات التعليمية. قضية عائشة، التي تحولت إلى رمز للتمييز الإيجابي والتحدي، أعادت تسليط الضوء على أهمية إصلاح منظومة التعليم وضمان حقوق الطلاب من ذوي الإعاقة في بيئة تعليمية عادلة وآمنة.