
في ختام سلسلة اجتماعات امتدت من الثامن وحتى السابع عشر من أكتوبر 2025 بمدينة بورتسودان، أصدرت القوى السياسية السودانية الموالية للجيش بيانًا مشتركًا أعلنت فيه نتائج مشاوراتها بشأن مستقبل العملية السياسية في البلاد. وأكد البيان أن القوى المجتمعة توصلت إلى توافق حول عقد مؤتمر الحوار السوداني بمشاركة شاملة دون إقصاء لأي طرف، مع تشكيل لجنة وطنية مستقلة تتولى إدارة الحوار من داخل السودان، إلى جانب تهيئة المناخ السياسي لضمان نجاح المبادرة، وتكوين لجنة خاصة للتواصل السياسي بين الأطراف المختلفة.
البيان شدد على أن الرؤية الوطنية للسلام والتحول الديمقراطي تظل مفتوحة أمام جميع القوى السياسية، معتبرًا ذلك دعوة صريحة للانضمام إلى هذا المسار الوطني الجامع. وأكد المشاركون في الاجتماعات على أهمية الملكية الوطنية الكاملة لمشروع الحوار، مشيرين إلى أن انعقاده داخل السودان يمثل تأكيدًا على استقلالية القرار السياسي، ورفضًا لأي تدخل خارجي في مسار التسوية. كما رحب المجتمعون بالجهود الدولية التي تبذلها الدول الصديقة والشقيقة لدعم مساعي وقف الحرب، بشرط عدم المساس بالسيادة الوطنية أو التأثير على استقلالية القرار السوداني.
تنسيق داخلي
في ظل المتغيرات المتسارعة على المستويين الداخلي والإقليمي، اجتمعت مكونات متعددة من القوى السياسية وأطراف السلام، من بينها تنسيقية القوى الوطنية، قوى الحراك الوطني، الكتلة الديمقراطية، تنسيقية العودة لمنصة التأسيس، تحالف سودان العدالة، تحالف الخط الوطني (تخطي)، والتيار الوطني القومي. هذه المكونات أكدت في بيانها أن الاجتماعات جاءت استجابة لدعوة رسمية من اللجنة السياسية، واستشعارًا للمسؤولية الوطنية في مواجهة التحديات التي تهدد البلاد، وعلى رأسها ما وصفوه بالعدوان الغاشم من مليشيا الدعم السريع المدعومة خارجيًا.
شهدت الاجتماعات مشاركة واسعة من أطياف سياسية وحزبية متعددة، شملت عناصر منشقين من حزب الأمة القومي موالين للجيش، حزب الأمة الوطني، حركة حق، حزب المؤتمر الشعبي، الحزب الاتحادي الديمقراطي الهيئة القيادية، الحزب الوطني الاتحادي، تجمع المهنيين الوطنيين، مبادئ إعلان ثورة ديسمبر، الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، حركة تحرير السودان، حركة العدل والمساواة السودانية، حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي، حركة تحرير كوش، كيان الشمال، التحالف السوداني، تجمع قوى تحرير السودان، مسار الوسط، مسار الشمال، الجبهة الثالثة تمازج، وحركة مصطفى تمبور.
توافق سياسي
بعد أربعة أيام من المشاورات المكثفة والنقاشات البناءة، تمكنت القوى السياسية المجتمعة في بورتسودان من التوصل إلى توافق حول رؤية وطنية مشتركة للسلام والتحول الديمقراطي. هذه الرؤية تهدف إلى توحيد المواقف السياسية داخل السودان، وتقديم خارطة طريق شاملة لإنهاء الحرب، واستعادة المسار المدني، وتحقيق الاستقرار السياسي والمؤسسي. ويُنظر إلى هذا التوافق باعتباره خطوة أولى نحو بناء عملية سياسية سودانية خالصة، تستند إلى الإرادة الوطنية وتستبعد أي تدخلات خارجية في صياغة مستقبل البلاد.