
تستعد العاصمة الأميركية واشنطن لاستضافة اجتماعات الآلية الرباعية بشأن السودان في الرابع والعشرين من أكتوبر 2025، في خطوة تهدف إلى التوصل إلى هدنة إنسانية ووقف شامل لإطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وتأتي هذه الاجتماعات في إطار جهود دولية متواصلة لاحتواء الأزمة السودانية، وسط تصاعد القتال وتدهور الأوضاع الإنسانية في مناطق النزاع.
لقاء القاهرة
في تطور دبلوماسي لافت، شهدت الساعات الأخيرة لقاءً جمع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة الانتقالي، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العاصمة القاهرة. اللقاء الذي جاء قبيل انعقاد اجتماعات واشنطن، يعكس تنسيقًا متزايدًا بين دول الآلية الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، في محاولة لتوحيد المواقف تجاه الأزمة السودانية.
موقف مصري أوروبي
أصدر المتحدث باسم الرئاسة المصرية بيانًا عقب اللقاء، أكد فيه أن الرئيسين شددا على أهمية الآلية الرباعية باعتبارها الإطار الأنسب لدفع جهود التسوية السياسية في السودان، وإنهاء الحرب، وتحقيق الاستقرار الوطني. هذا التأكيد يأتي في وقت تتزايد فيه الدعوات الإقليمية والدولية لتفعيل دور الوساطة الرباعية، وسط تعثر المسارات الداخلية في الوصول إلى حل شامل.
عودة أوروبية
بالتزامن مع التحركات السياسية، أعلنت بعثة الاتحاد الأوروبي إعادة تعيين سفيرها لدى السودان، وولفرام فيتر، للعمل من القاهرة خلال المرحلة الحالية. وتأتي هذه الخطوة في سياق إعادة تموضع دبلوماسي للبعثة الأوروبية، بالنظر إلى تعقيدات الوضع الأمني في السودان، حيث تعهدت البعثة بالعمل على دعم جهود وقف الحرب وبناء السلام.
بيان فيتر
في بيان صحفي ، أكد السفير وولفرام فيتر أن الاتحاد الأوروبي كلفه بتمثيل البعثة الأوروبية لجمهورية السودان من القاهرة، خلال ما وصفه بـ”الفترة المؤسفة” من الحرب والأزمة الإنسانية المستمرة. وأوضح أن البعثة ستواصل جهودها للحفاظ على العلاقة القوية بين الاتحاد الأوروبي والسودان، والعمل على تطويرها، وضمان عدم تهميش الشعب السوداني في ظل الظروف الراهنة.
التزام إنساني
تعهد ممثل الاتحاد الأوروبي بالعمل على تحقيق وقف دائم لإطلاق النار في السودان، ودعم المشاريع الإنسانية والتنموية في مجالات الأمن الغذائي، والتعليم، والصحة، وبناء القدرات، إلى جانب مواجهة تحديات تغير المناخ. هذه الالتزامات تأتي في إطار رؤية أوروبية شاملة لدعم السودان في تجاوز أزمته، وتعزيز الاستقرار الإقليمي.
رؤية أوروبية
وفي ختام بيانه، شدد فيتر على أن الاتحاد الأوروبي ينظر إلى السودان باعتباره بلدًا غنيًا بالموارد الطبيعية والتنوع الثقافي، ويمتلك موقعًا جيوسياسيًا بالغ الأهمية على البحر الأحمر وفي قلب القارة الإفريقية. وأكد أن أوروبا تلتزم التزامًا ثابتًا تجاه الشعب السوداني، وتعمل على ضمان أن تبقى قضيته حاضرة في الأجندة الدولية، رغم تعقيدات المرحلة.