
أفادت مصادر طبية وشهود عيان، امس، بوقوع إصابات وسقوط ضحايا في قصف جوي استهدف معسكراً تدريبياً تابعاً لقوات الدعم السريع في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور. ووفقاً لما نقلته منصة “دارفور24″، فإن الهجوم الجوي وقع في وقت متأخر من صباح الإثنين، وأسفر عن أضرار بشرية ومادية داخل معسكر كشلنقو، الذي يُعد من أبرز مواقع التدريب التابعة لقوات الدعم في المنطقة. وأكدت المصادر أن المصابين جرى نقلهم إلى المستشفى التركي ومجمع اليقين الطبي، الذي أُعيد تشغيله مؤخراً بعد فترة من الإغلاق، لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
تفاصيل المشهد
بحسب روايات شهود العيان، فإن طائرة مسيّرة شوهدت وهي تحلق من الجهة الشرقية لمدينة نيالا، قبل أن يُسمع دوي انفجارين متتاليين قرابة الساعة الحادية عشرة صباحاً، أعقبهما تصاعد كثيف لأعمدة الدخان من الجهة الجنوبية للمدينة. وأشار الشهود إلى أن القصف استهدف بشكل مباشر معسكر كشلنقو، الذي يُستخدم كموقع تدريبي لقوات الدعم السريع، مؤكدين أن الانفجارات كانت قوية وأثارت حالة من الذعر في الأحياء المجاورة. ولم تصدر حتى الآن بيانات رسمية من الجهات العسكرية بشأن طبيعة الهجوم أو الجهة المنفذة له.
إجراءات ميدانية
في أعقاب الانفجار، أفاد عدد من المواطنين لـ”دارفور24″ بأن قوات الدعم السريع بدأت على الفور في تنفيذ إجراءات أمنية مشددة في محيط المنطقة المستهدفة. وشملت هذه الإجراءات توقيف سيارات النقل والمواصلات القادمة من مخيم السلام والمناطق الواقعة جنوب معسكر كشلنقو، حيث تم إنزال الركاب وتفتيش هواتفهم المحمولة. وأكد شهود أن عدداً من الأشخاص جرى احتجازهم مؤقتاً قبل أن يُفرج عنهم لاحقاً، في خطوة تعكس حالة التوتر الأمني التي أعقبت القصف.
تصعيد متكرر
يأتي هذا التطور في سياق سلسلة من الضربات الجوية التي يُعتقد أنها نُفذت بواسطة طائرات مسيّرة تابعة للجيش السوداني، واستهدفت خلال الأسابيع الماضية مواقع ومقار تدريبية لقوات الدعم السريع داخل مدينة نيالا وفي محيطها. وتُعد هذه العمليات جزءاً من تصعيد عسكري متواصل بين الطرفين في إقليم دارفور، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة وشيكة. ويُنظر إلى نيالا باعتبارها نقطة استراتيجية في الصراع، ما يجعلها مسرحاً متكرراً للعمليات الجوية والاشتباكات الميدانية، في ظل استمرار الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالسودان منذ شهور.