
الفاشر، 14 أكتوبر 2025 ــ كشف تجار في الفاشر بولاية شمال دارفور، الثلاثاء، عن انعدام كامل للسلع الغذائية بعد اكتمال قوات الدعم السريع تطويق المدينة بالسواتر الترابية، وسط تحذيرات من وفاة العالقين جوعًا.
وكان مختبر الشؤون الإنسانية في جامعة ييل الأميركية نشر في وقت سابق صورًا مأخوذة بالأقمار الصناعية تُظهر اكتمال الحاجز الترابي الذي شيدته الدعم السريع حول الفاشر بطول 57 كيلومترًا مع تعزيز السيطرة على نقاط الخروج منها.
وقال تجار داخل الفاشر لـ “سودان تربيون” إن “السلع الغذائية انعدمت بصورة تامة، بما في ذلك محال التجزئة”.
وأشاروا إلى أن انعدام السلع أجبر المطابخ الجماعية على التوقف عن تقديم الغذاء للنازحين في مراكز الإيواء.
وكثفت قوات الدعم السريع قصف حي الدرجة الأولى، الذي يُعد من الأماكن القليلة المتبقية التي لا يزال يقطنها عشرات الآلاف من المدنيين المحاصرين، بعد أن حققت تقدمًا ميدانيًا كبيرًا اعتبارًا من أغسطس المنصرم.
ونفذت قوات الدعم السريع حملة مداهمة لجميع منازل الأحياء التي سيطرت عليها مؤخرًا، مع إحراقها، فيما يمارس عناصرها عمليات إعدام ميداني، وابتزاز، واعتداءات جنسية على الفارين من المدينة.
وأرجعت مصادر عسكرية تحدثت لـ “سودان تربيون” انعدام الغذاء في الفاشر إلى وقف التهريب بعد اكتمال تشييد السواتر الترابية، حيث جرى حفر ما يزيد على 15 كيلومترًا جنوب غرب المدينة ليحيط الخندق بكامل المدينة.
وأشارت إلى أن مجموعات عديدة، من بينها عناصر يتبعون للدعم السريع، كانت قبل اكتمال تشييد السواتر الترابية تهرّب السلع إلى داخل المدينة بأسعار فلكية، خاصة سلعة الأرز.
وأوضحت المصادر أن الدعم السريع استخدمت آليات حفر ثقيلة في الخندق الذي أقامته حول المدينة، بغرض تضييق نطاق الحصار البري الذي تفرضه على الفاشر منذ أبريل 2024.
وفي السياق، أكدت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر نفاد المواد الغذائية مع غياب البدائل، بما في ذلك “الأمباز”، وهو بقايا الفول السوداني والسمسم بعد استخراج الزيت منه.
واعتمد سكان الفاشر العالقون، الذين يبلغ عددهم 260 ألفًا، بينهم 130 ألف طفل وفقًا للأمم المتحدة، على “الأمباز” من أجل البقاء على قيد الحياة، رغم أنه يُستخدم أصلًا كعلف للحيوانات.
وقالت التنسيقية، في بيان، إن الفاشر أصبحت محاصرة من جميع الاتجاهات دون تحرك دولي حقيقي أو إنزال مساعدات جوًّا أو تحرك بري لفك الحصار.
وأضافت: “الوقت يمضي، والجوع يزداد، والموت يحصد الأرواح. أصبحنا اليوم لا نحصي عدد الاشتباكات، فهي لا تتوقف، ولا نعدّ الجرائم، فهي أكثر من أن تُحصى. ولم يعد الحديث عن الجوع كافيًا، فقد تجاوزنا مرحلة الشكوى إلى مرحلة الفناء البطيء”.
وتابعت: “نستغيث ولا يجيبنا أحد. يبدو أننا سنكتفي بالمشاهدة، كما يفعل العالم من حولنا. نرى مدينتنا تُمحى، ونموت ونحن نقاوم، لأننا ببساطة لا نملك سوى المقاومة وموتًا جماعيًا”.
وتسعى الدعم السريع، منذ 11 مايو 2024، للسيطرة على الفاشر، التي يدافع عنها الجيش وحلفاؤه بشجاعة كبيرة، باعتبارها آخر معاقل السلطة المركزية في إقليم دارفور.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا