
في تطور ميداني بالغ الخطورة، تمكنت القوات المسلحة السودانية، مدعومة بالقوة المشتركة، من صد هجوم واسع شنته قوات الدعم السريع صباح الأحد على مواقع الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. ووفقًا لمصادر عسكرية مطلعة، فإن الهجوم استهدف الدفاعات الأمامية للفرقة في محاولة لاختراق خطوط الجيش السوداني، الذي لا يزال يحتفظ بوجوده في المدينة رغم الحصار المتواصل. ويأتي هذا التصعيد في إطار محاولات الدعم السريع للسيطرة على آخر معاقل القوات النظامية والحكومة المركزية في الإقليم، بعد أن فرضت نفوذها على أحياء واسعة من المدينة واستحوذت على الأسواق الرئيسية.
المصادر ذاتها أفادت بأن قوات الدعم السريع استخدمت في الهجوم دبابات قتالية وعربات مصفحة، مدعومة بقصف مدفعي كثيف وطائرات مسيّرة، في محاولة لإرباك الدفاعات العسكرية للفرقة السادسة مشاة. الهجوم بدأ بقصف تمهيدي عنيف استهدف مواقع حساسة داخل محيط الفرقة، قبل أن تتقدم وحدات الدعم السريع نحو سلاح المهندسين وسلاح الإشارة والسلاح الطبي، في محاولة للسيطرة على هذه المرافق الحيوية. إلا أن الجيش السوداني تعامل مع القوة المهاجمة باستخدام المدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة، ما أدى إلى تدمير دبابة وعدد من العربات القتالية، ومقتل العشرات من عناصر الدعم السريع، فيما فرّ من تبقى منهم تاركين خلفهم قتلاهم وجرحاهم.
في أعقاب الاشتباكات، أفاد شهود عيان من داخل مدينة الفاشر أن أعمدة الدخان لا تزال تتصاعد في سماء المدينة، رغم توقف أصوات القتال في مختلف المحاور. وأكد السكان أن حركة المدنيين باتت شبه معدومة نتيجة استمرار القصف المدفعي على المخيمات منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، ما زاد من حالة الذعر بين السكان، خاصة في ظل غياب أي ممرات آمنة أو تدخلات إنسانية فاعلة. الوضع الميداني في المدينة يوحي بتصعيد محتمل، وسط ترقب حذر من الأهالي الذين يعيشون تحت وطأة الحصار والنيران.
من جانبها، أصدرت لجان مقاومة الفاشر بيانًا أكدت فيه أن المدينة تواجه قصفًا مدفعيًا مكثفًا يستهدف الأحياء السكنية ومراكز الإيواء والطرقات، ما أدى إلى اهتزاز المنازل وتفاقم معاناة السكان. وأشارت اللجان إلى أن توقف التكايا ونفاد المواد الغذائية فاقم من الأزمة الإنسانية، خاصة بين الأطفال والنساء وكبار السن، الذين باتوا يواجهون خطر المجاعة في ظل انعدام الإمدادات الأساسية. كما حذرت من أن استمرار القصف قد يؤدي إلى انهيار كامل في الخدمات المدنية، ويحول المدينة إلى منطقة منكوبة يصعب الوصول إليها.
تواصل قوات الدعم السريع فرض حصار خانق على مدينة الفاشر، ما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق. وبحسب تقارير محلية، فإن انعدام الغذاء والدواء تسبب في ارتفاع معدلات الوفيات اليومية، خاصة بين الفئات الأكثر هشاشة، مثل الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن. المدينة، التي كانت حتى وقت قريب مركزًا إداريًا وخدميًا مهمًا في الإقليم، باتت الآن تعاني من عزلة تامة، وسط صمت دولي وتراجع في الاستجابة الإنسانية. ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار الحصار إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق، ما لم يتم اتخاذ خطوات عاجلة لفتح ممرات آمنة وتوفير الإغاثة للسكان المحاصرين.
تنويه : الخبر تم جلبه من المصدر ونشره اليا في اخبار السودان كما هو رابط
المصدر من هنا